رشا فوزي
الوقت عصرا، عائدا من العمل إلى بيتي، أشعر بغرابة في وجوه أهل الحي الذي أقطن به وأسرتي، تستقبلني زوجتي ملتاعة:
– أهدروا دمنا!
لم أعي ما تقوله في البداية، أردفت ناشجة:
– والذنب أننا نشهد بأن لا إله إلا الله، محمدا رسول الله!
ثم ارتمت في حضني مقهورة.
أضمها واجما للحظات، ثم انفجر في الضحك، ترفع رأسها نحوي مذهولة، بصوت مختنق أعلل:
– حبيبتي، أنسيتِ؟!، نحن موتى بالفعل، ثم لعل يكون في ما تخشينه لحظة بعث حقيقية لنا!