كتبت د_آية طارق
الطفل نعمة إلهية، ومنحة ربانية، يهبها الله من يشاء من عباده، ويمنعها عمن يشاء وله الحكمة في ذلك .
وكيف لا يكونوا كذلك وقد وصفَهم الله سبحان وتعالي – بأنَّهم {زِينَةُ الحَيَاةِ الدُّنْيَا} [الكهف: 46].
لا شك أن وجود الاطفال في أي مكان يعطي للمكان جوا مميزا من البراءة والرحمة والبهجة والسرور، فعندما يضحك لك الطفل وينظر إلي عيناك تشعر إنك صافي الذهن عاري من الهم والغم والكآبة الناتجون عن مسؤوليات الحياة، وهذا ما يشعر به الإنسان الطبيعي تجاه أى طفل .
هناك أيضًا بعض الأشخاص لا يعرفون ماهي الإنسانية، الشكل بشري والأفعال شيطانية، يشعرون بالقوة من خلال تعذيب وتعنيف الطفل الذي لا يعرف غير ربه .
والأغرب من ذلك أن اقرب الناس للطفل هم من يعذبه ويعنفه، يتحولون إلي وحوش لا رحمة ولا قلب ولا يخافوا الله سبحانه وتعالي .
مع العلم أن هؤلاء الوحوش الكاسرة يمكن أن يكونوا الأبوين أو غيرهم من مقدمي الرعاية أو الأقران وغيرهم .
لكن عندما نتذكر سيدنا محمد عليه أفضل الصلاة والسلام ومواقفه مع الأطفال وهو يعطينا دروس في الرحمة والإنسانية، ويوصينا بالأطفال .
نذكر عندما قبَّل النَّبيُّ – صلَّى الله عليه وسلَّم – الحسن بن عليٍّ وعنده الأقرع بن حابس التميمي جالسًا، فقال الأقرع: إنَّ لي عشرةً من الولد، ما قبَّلت منهم أحدًا، فنظر إليه رسولُ الله – صلَّى الله عليه وسلَّم – ثمَّ قال: ((مَن لا يَرحم لا يُرحم))؛ أخرجه البخاري.
وأيضاً نتأمل سيرة النبيِّ – صلَّى الله عليه وسلَّم – وطرائق تعامُلِه مع الأطفال، فقد كان يُداعب الأطفال، ويمازحهم ويلاعبُهم، ويتحمَّل ما يصدر منهم، فجيءَ مرَّة بغلام صغير فحمله فبال على ثوبه، وذات مرَّة كان يخطب على المنبر، فجاء الحسنُ والحسين عليْهِما قميصان أحمران، يمشيان ويَعْثُران، فنزل رسول الله – صلَّى الله عليه وسلَّم – من المنبر فحملهما، فوضعهما بين يديه، ثم قال:{إِنَّمَا أَمْوَالُكُمْ وَأَوْلادُكُمْ فِتْنَةٌ} [التغابن: 15]، نظرتُ إلى هذين الصبيَّين يمشيان فيعثران، فلم أصبر حتَّى قطعت حديثي ورفعتُهما))، ثم أكمل خُطبته.
رغم ذلك نجد آفة من البشر يعذبون الأبناء دون رحمة .
هناك صور عدة للعنف منها ؛
•الإيذاء البدني
•الإيذاء النفسي
الإيذاء الجنسي
لكن مهمتنا إيجاد الحلول العنف ضد الأطفال وهي :
مُحاولة تغيير النّظرة السائدة تجاه العنف ضدّ الأطفال التي ترى أنّ الأمر طبيعيّ، وبخاصّةٍ قبول العنف الجسدي، وذلك عبر وضع البرامج التثقيفيّة للوالدين والمُعلّمين والمُربّين لتوعيتهم بهذا الأمر، وتعليمهم الأسس الصحيحة للتربية وأشكال التّأديب غير المُؤذي.
عقد الدّورات لتدريب وتأهيل الوالدين لرعاية الطفل وتربيته دون عنف.
مُحاولة الحصول على المعلومات الخاصّة بالعنف ضدّ الأطفال، وتوظيفها لنشر الوعي وتغيير نظرة المجتمع نحو القضيّة، وحثّ الناس على اتّخاذ ممارسات من شأنها الحدّ من ذلك العنف.
تشجيع الأطفال المُعنَّفين والمراهقين الذين تعرّضوا لظروف ومخاطر قاسية على إكمال تعليمهم ومساعدتهم في ذلك.
إيجاد أشخاص مُهتمّين بهذه القضية ويعملون لأجلها؛ بهدف إنشاء شبكةٍ من المُهتميّن لتشكيل صوتٍ أكبر للمناداة بحقوق الطفل، وتعريف المجتمع بالعنف وأسبابه.
الإبلاغ عن أيّة حالات تعرّضت للعنف، ممّا يُتيح لصانعي السياسات والقادة رؤية حجم المشكلة وفهمها، ممّا يُعزّز التحّرك الإيجابيّ نحو هذه القضية.
محاولة الوصول لصانعي القرار والتأثير عليهم وتفعيل القوانين المُتعلّقة بالعنف والحدّ منه، ونقلها من حيّز الكتابة إلى حيّز التنفيذ.
إذاً ما أريد الإشارة له أن الأطفال أمانة ورخصة من الرحمن .تجدد في داخلنا الرحمة والإنسانية، وتزين الدنيا وتقلل من حدتها .
لذلك يجب أن نصون ونرعي الأمانة .