بقلم /د. أماني مرسال
إن الامراض الأخلاقية لا تقل دورها خطورة ابدا عن الامراض الجسدية و النفسية ، بل هي اشد خطورة واصعب اثرا
فقد يصاب الفرد باحد امراضها نتيجة اخطاء في التربية او إهمال لعلاج السلوكيات السلبية في بداياتها فتنتشر و تتشعب كما ينتشر السرطان أعاذنا الله وإياكم منه ، بدءا من نزلة حقد و مرورا بحمى البخل و إصابة بداء السرقة و وباء الخيانة فيعقب ذلك نقص في مستوى الوفاء والٱخلاص و ضيق في شريان الكرم وتصلب في المشاعر و هشاشة الضمير الإنساني ، و يتفاقم الامر ٱلى ان يصل إلى انتشار فيروس الغرور و التعصب و احتقان العدل و نزيف النفاق والتهاب ضد التعاون و حب الخير و إعاقة في التواصل الجيد مع الآخرين و هبوط حاد في معدل الشجاعة وانخفاض مستوى الرجولة و تفشي ورم الغدر والظلم والغش والغدر ووصولا في النهاية إلى سكتة إنسانية و شلل تام للأخلاق،.و موتا اكلينيكيا للضمير
وللاسف الكثير منا يلجا ويهتم بعمليات التجميل ليكونوا اكثر جمالا و مظهرا لكنٌ الاكثر في حاجة إلى تجميل السلوك و الاخلاق
وكما يقال دوما ان الوقاية خير من العلاج والإصلاح فعلى الوالدين دورا هاما في هذا الامر حتى لا ينشأ من تحت ايديهما جيل مصاب ومهيأ للاستجابة لانتشار الامراض الاخلاقية و تفشيها فيصعب السيطرة عليها
واولى هذه الوقاية هي التحصين بالتربية المعتدلة و اختيار البيئة والاجواء المناسبة والخالية من ميكروب خلقي او عدوى سلوكية والاهتمام بمصل تقوية الضمير و مراقبة الله تعالى في كل مكان و زمان و الاهتمام بفيتامينات حب الخير والتسامح والصدق والإيثار
وزرع الافكار الإيجابية البناءة وتعزيز الثقة بالنفس ولا بأس ابدا من حين لآخر بسرد قصص العظماء والملهمين لتقوية جهاز المناعة ضد الانهزام والانكسار امام التحديات،
ولا تنسي يا ام الاولاد الذكور حُقن الرجولة يوميا لأبنائك الذكور اكثري منها قدر المستطاع فلا ضرر منها ابدا ، فبالله عليك لقد امتلا مجتمعنا بأشباه الرجال و تضرر من نقصها الجميع
اما عن ام الإناث فاهتمي بجرعات مكثفة من تطعيم الثقة بالنفس و فيتامينات الروح و الجمال الداخلي الذي يشبع الفتاة ويعززها ويملوها قوة وهيبة وجمالا فوق جمالها
ايتها الام انتبهي جيدا فدورك عظيم مع ابنائك ولا يقتصر ابدا على الاهتمام بالصحة الجسدية او التغذية او النظافة بل يتجاوز تلك الامور لما هو ارقى و اهم
، ولا تنسي حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم:
“كلكم راع وكلكم مسئول عن رعيته”
رئيس مجلس إدارة جريدة القاهرية