للشاعرة القديرة/ وفاء بوترعة من قفصة تونس
متابعة عبدالله القطاري من تونس
بَطَّـلَ الخفـق والدّفـق
هـدهـدتُه قـليلا حتّـى يُفيـق
-أيْـنك يا قـلبي ؟ !
ما الذي حـصل ؟ !
ما هـذا السّكـون ؟ !
و ما سـرّ الغـياب ؟ !
ظـننـتُك هجـعتَ
و هـجرتَ الحـبّ
لم تعـد تَـعـنيك همـسات العاشـقيـن و لا طـلـبات الـودّ
حمـدتُ ربـي الذي اسـتجـاب لي الدّعـاء
إذ نـسيـتَ الهـوى
و الهـجر و الذّكـرى
و وجـع الصَّـب
نـسيـتَه و نـسيـتَ الحـبّ
إلّا أنّـك خدعـتنـي يا قلـب
تـركـتَـني كـما تَـركَـني
و رحـلـتَ عنـده هـناك
ليـس غـريـبا
فهـو قدوتك بكـلّ شـيء حـتّى بالخـداع و الهـرب
كـنتَ من ورائي تُشـمشـم ريـحه
تبـحث عـن أخـباره
عـن حكـايـاه ٠٠
و عـن مرساه أيـن اسْـتَتَـب
آه يا قلـب
هـناك
سكـنتَ قـربه بصـمتٍ
اكـتـفيتَ بوصـل من بعيـد
بنـظـرة لـه من بـعيد
تطـمئـنك
إن صار له حـبيـبا غيـرك ؟
أو نـسِـيَ بـعـدك الـحـبّ ؟
عـجبـا قلـبي ! !
لم تعـد تطـلب وعـدا ولا موعـدا ،
لا تـواصـلا ولا وصـالا ،
لا حـبّا ولا تِحـنانا ٠٠
آه يا قلـب
وآه من عـنادك ٠٠٠
انـسلخـتَ مـني لِأبـقَ فقـط الجـسد ٠٠
حتّـى الفكـر و الـرّوح تبِـعـاك للأبـد ٠٠٠
كـفاك يا قلـب ٠٠
كـفاك و تُـبْ ٠٠٠٠
أجـابـني المـعانـد الكـبيـر :
-ألا تعـلم أنّ القـلوب بـيد الله ؟
و أنّ أمـر الله فـيَّ نُفّـذ ؟
بأمـره عـشـقتُ هـواه
و ليـس بأمـرك أسـلاه ٠٠
لا تنـهر و لا تقـل الأفّ
فـقد احـتلّـني حبّـه بمـرتـبة العـشـق الأوحـد ٠٠
كـم نـسيتُ قـبله قـصص غـرام بأمـرك
و لأمـرك كم امـتثـلت ٠٠
لكـن اليـوم ، أرفـسُ تحـت الرّجـليـن أمـرك ٠٠
لأنّـي قلـب بـيد الله
و قـدر الله عـليّ كُـتِب
أَنَـخْتُ لـحـبّه
صـرتُ له العـبد دون العـباد ٠٠
فكـان شـغـل حـبيـبك ، ليَ الجـلّاد ! !
فلـن أعـدل عـن هـذا الجـهاد
و عـلَـيَّ لا تعـتـبْ
رئيس مجلس إدارة جريدة القاهرية