القاهرية
العالم بين يديك

رانيا ضيف تكتب الاستحقاق والتدمير الذاتي

131

الاستحقاق من أهم القوانين الكونية وأخطرها، فإن لم تتقن التعامل بهذا القانون قد تقع في التدمير الذاتي .
فالاستحقاق هو حصولك على الأشياء التي ترغبها أو تحقيق أهدافك بيسر وسهولة لإيمانك العميق بأنك تستحقها .
يقول ديڤيد هاوكينز :
“إذا أردت أن تنجز هدفا ما فلتكن ذبذباتك لأفكارك مساوية لذبذبات هذا الهدف”.
أي عليك أن تكون متوافقا مع طاقة الشيء الذي تسعى له، فعش مستمتعا بما لديك راضيا مع السعي لاكتساب المزيد، فأنت لا تجذب ما تريده إنما ما تعيشه؛ أي أن المشاعر التي تتبناها وتُصَدرها للكون ستعود إليك،
فمثلا كيف تتحدث طوال الوقت عن الأزمات المادية وتشعر بالضيق والحنق، وتكون على نفس مستوى طاقة الغنى لتجذبه ؟!
فلكي تجذب الغني على سبيل المثال يجب أن تشعر أنك غني بما تملك، سعيد بما لديك، راضٍ مستمتعا وتريد المزيد من الاستمتاع .
ذلك بأن تتخيل أنك حققت الغنى بالفعل ليس بأن تتمناه، فالمشاعر المترتبة عن الحالة الأولي تنتج حقلا طاقيا متوافقا مع طاقة الغنى بينما الثانية هي مشاعر افتقار وحاجة وهي بالتأكيد معرقلة للوصول للهدف .
تأكد أنك لا تحمل أي أفكار سلبية تجاه هدفك المنشود؛ كإحساسك بصعوبة تحقيقه، أو مشاعر خوف من تحقيقه، أو حرمان، أو لهفة لأن كل تلك المشاعر ستعمل ضدك وليس معك .
هذه بعض الوصايا التي تعزز الاستحقاق
١- احترم ذاتك وقدرها
٢- ثق بنفسك وبقدرتك على تحقيق ما تريد
٣-ردد دائما على مسامعك أنك تستحق الهدف الذي تسعى إليه، فهذا يلغي شعورك بالدونية .
قد حدد الدكتور إبراهيم الفقي رحمه الله خطوات عملية لتحقيق الأهداف وهي :
لكي يتحقق الاستحقاق وبلوغ الأهداف يجب أن تعلم جيدا ما أنت عليه الآن أي درايتك بالواقع،
-ثم إلي أين تريد أن تصل وهو الهدف
-ما هي أسباب اختيارك لذلك الهدف ؟
-ما المدة الزمنية التي حددتها لتنفيذه ؟
-أن تكون على دراية بالتحديات التي من الممكن أن تواجهك وأنت واعٍ بأن التحديات هي بمثابة هدايانا في الحياة .
-أن تعي إمكانياتك؛ كتجاربك وخبراتك ومهاراتك ومعارفك، وما الذي ستستخدمه منها لبلوغ الهدف؟
وأخيرا هل ترى نفسك في هذا الهدف وهل أنت قادر على تحقيقه؟
وتلك هي الصورة الذاتية وقناعاتك الداخلية
هذه هي خطواتك العملية للاستحقاق .
كما أن من النقاط الهامة لتحقيق الهدف أن تجزيء الهدف لأهداف صغيرة مرحلية، وأن تركز على ما حققته وتسعد به فتشحذ همتك لتحقيق باقي الأهداف .
الرضا والاستمتاع بعد الوصول للهدف والشعور بالامتنان لتحقيقك هذا الإنجاز .
وتلك المرحلة هامة للغاية لأنك تعزز بها قناعة أنك قادر على النجاح، وأن باستطاعتك تحقيق المزيد من الأهداف بنفس الطريقة السابقة .
لا تقف مكانك بعد تحقيق الهدف بل اسع لمعرفة المزيد من الأهداف التي يمكنك تحقيقها، فالثبات لفترات طويلة يعني التراجع
فلا سبيل لديك سوى التقدم ولو بخطوات صغيرة ثابتة هادئا مستمتعا .
لا تنس أن تنفق من العلم بأن تقدم المعلومة والدعم لمن يحتاجك من الناس .
لكن ما هو التدمير الذاتي إذًا؟
هو شعور بعدم الاستحقاق في العمق، ينتج عنه تصرف واعٍ أو لا واعٍ فتعرقل الحصول على شيء تريده .
إن شعورنا بعدم الاستحقاق قد ينتج بسبب الطفولة والممارسات الخاطئة في التربية من قِبل الوالدين، ترسخ في الطفل قناعة أنه غير جدير بالحصول على الأشياء أو الاحترام أو القبول .
يتعمق هذا الإحساس ويتعامل معه العقل اللاواعي كحقيقة، ومن هنا تأتي المعاناة في الحياة بشكل عام.
وقد يكون سبب عدم الاستحقاق قناعات دينية أو ثقافية مثل عدم التعلق بالدنيا والزهد فيها وطلب الآخرة والعمل لها فقط .
أغلب البشر لا يشعرون بالاستحقاق في العمق والأسوأ أن الكثيرين منهم لا يعي ذلك، بل يدعي أنه يستحق حياة سعيدة ووفرة ومال وعلاقات جيدة.
لكن الواقع هو ما يصدق القول أو يكذبه .
إذا كيف نعرف إن كان لدينا استحقاق حقيقي أم لا ؟
علينا أن ننظر للفرص التي تأتينا، هل نستغلها ونستفيد منها بسهولة أم نعمل على تدميرها بلا وعي؟!
فإذا أتتنا فرصة عمل كنا نسعى لها وعندما أنت اختلقنا الكثير من الحجج والمشاكل حتى ضاعت، ثم شعرنا بإحساس راحة بعدها لعودتنا لمنطقة راحتنا، فهذا يعني أننا نعمل على تدمير ذواتنا .
وفي هذه الحالة علينا أن نبحث عن سبب شعورنا بعدم الاستحقاق؟!
والعمل على علاجه، ثم نرفع من الشعور بالاستحقاق كما ذكرنا خطوات ذلك آنفا .
فإن كنا نريد الوصول لأهدافنا بيسر وسهولة، وأن نحيا الجنة على الأرض، فلننتبه لصورتنا الذاتية عن أنفسنا في أعماقنا أو في عقلنا اللاواعي.

قد يعجبك ايضا
تعليقات