بقلم دكتورة سلوى سليمان
كثيرا ما يتجه الإنسان لاستهلاك أوقات عديدة في التحدث مع ذاته محاولا إيجاد إجابات لتساؤلات تدور في ذهنه، إلا أن المعضلة هنا تكمن في سطو الأفكار السلبية على العقل الباطن مما يجعله يصدر إشارات سلبية تفقد الشعور بالأمل وتشعرك دائما بعدم الكفاءة، بل تمنعك من تحقيق أهدافك بوضع حواجز أمامك في طريقك للنجاح.
فذلك هو الصراع الداخلي الذي يتخلل داخلك، ويسيطر على مراكز التحكم الخاصة بك ويوجهك كما يريد حيث يرسل إشارات سلبية للعقل اللاواعي؛ فيحعلك تقول لنفسك :أنا لا أستطيع أن أحقق شيء على الإطلاق فقد حاولت مرارا ولم أفلح، أنا فاشل
هنا انت قمت بإرسال هذه الإشارات السلبية والرسائل إلى عقلك الباطن ومع استمرار ترديدها الاارادي تصبح جزء لا يتجزأ من معتقداتك القوية، وعلى الأرجح فإنها تؤثر على احساسك وقراراتك وبالتالي على تصرفاتك وعلى ذلك تظهر النتائج التي لم تتمناها
فقد أجريت دراسة عام 1983في إحدى الجامعات في كاليفورنيا على التحدث مع الذات وتوصلت إلى أن أكثر من 80% من الذي نقوله لأنفسنا يكون سلبيا، ويعمل ضد مصلحتنا، ولك أن تتخيل مدى تأثير هذا الكم الهائل من السلبيات علينا، وهنا يقول د. هلمستتر :أن ما تضعه في ذهنك سواء كان سلبيا أو إيجابيا ستجنيه في النهاية.
فكن حذرا من الصراع الداخلي الذي يجول داخلك ويشعرك بعدم الكفاءة ويقتل كل دافع للإنجاز، وكل أمل في تحقيق الأهداف؛ فاحرص أن لا تبرمج عقلك بإشارات تستقر وترسخ في عقلك الباطن وتصبح عادات ونتفق هنا مع العالم الألماني “جوت” حيث يؤكد أن أشر الأضرار التي ممكن أن تصيب الإنسان هو ظنه السيء بنفسه .
وأيضا الحديث الشريف يقول:(لا يحقرن أحدكم نفسه)
أخيرا… تستطيع توجيه أفكاري وبالتالي التحكم في تصرفاتك، كما يقول “آرنس هولمز” في كتابه النظريات الأساسية لعلم العقل:
( أفكاري تتحكم في خبراتي ، وفي استطاعتي توجيه أفكاري)ويقول أيضا تذكر أن وظيفة العقل الواعي هو تخزين المعلومات وإرسالها إلى العقل الباطن ليحشده بها، والذي بدوره يكررها فيما بعد دون تعقلها.
فاحذر من الان و صاعدا ماذا تقول لنفسك ،وبالأحرى لو لاحظت أي رسالة سلبية قم باٍلغائها، وقم باستبدالها برسالة أخرى اٍيجابية… ولا تغفل أن التحدث السلبي مع الذات له مفعول السحر بقوته ومن الممكن أن يؤدي إلى نتائج خطيرة في كل الأحايين.