رشا _فوزى
لقاء غير مرغوب!
منتصف الليل، تقف وحيدة على قارعة طريق خلا من المارة، ملابسها رثة، متهدلة عليها وكأنها ليست لها، غارقة في النحيب حتى إنها لم تشعر بي. اقتربت منها مترددا بين شفقة وتوجّس:
– سيدتي، ما بكِ؟
التفتت لي وجلة، وتطلعت إليّ من بين دموعها بنظرات حادة مرتابة:
– أنت، هل تراني؟!
ابتسمت متعجبا وأنا أقدم لها منديلا:
– بالطبع!
تناولت المنديل، تنظر إليه، ثم لي، وتخاطبني بتأثر:
– أيها السيد النبيل، إما إنك شجاع جدا حتى لا تخشاني وتتحاشني مثل الأخرين، أو إنك تجهل من أكون.
– ومن أنتِ؟!
– مخلوق بائس، حُكِمَ عليه بالوحدة الدائمة، يدّعون أنه غاية سعيهم في الحياة، لكن ما إن يبدو لهم حتى ينكرونه، مستنكرين، مولين الأدبار؛ أنا الحقيقة!
بُهِتْ جافلا، وقد اضطرب صوتي وأنا أقول :
– يا لحظي!، وأنا من عثر عليكِ.
وأسلمت ساقيّ للريح!
رئيس مجلس إدارة جريدة القاهرية