القاهرية
العالم بين يديك

المهزلة

136

 

بقلم/رشا فوزي

في العزاء جلْست في القسم المخصص للنساء، نقطة في لوحة مهيبة اصطبَغت بالسواد، بعد قليل من التريث بدأت في التّلفت والتّطلع فيما حولي؛ لأكتشف تفتت وحدة اللوحة بين أحاديث جانبية، ملاحقة أطفال، تصفح الهاتف، وغيره، احتج عقلي:

– لماذا أنا هنا؟!

اصطدمت بها بين المعزيات، اتسعت حدقتاي دهشة، كانت سافرة يلمع شعرها في ضوء الثريا، طبقة من المساحيق تغطي وجهها كالمهرجين، بينما رداءها الأسود شفاف يفضح جسدها العاري بلا أي ملابس داخلية!

عندما التقت نظراتنا، غمزت لي وقد شق وجهها ابتسامة واسعة، وأخذت تتشقلب بين الحضور اللاهين عنها، غير عابئة بانكشاف عورتها، وأنا أشاهدها فاغرة الفاه لا أصدق عينيّ، اتلفّت حولي” ألا يراها أحد غيري؟!”

بعد برهة توقفت، نظرت لي مرة أخرى، ثم غطت وجهها بكفيها، لتكشف عنه يتصنّع الحزن، تبعتها بغمزة أخرى لي.

انفجرت في الضحك وسط دهشة واستنكار جميع من حولي، أخيرا عادت إلى اللوحة وحدتها!

 

قد يعجبك ايضا
تعليقات