بقلم _ سليم محمد غضبان
يعتمد هذا الموجز على ما ورد في سلسلة تاريخ الأدب الدانماركي،Dansk Litteratur Historie, إصدار دار النشر الدانماركية جولدندال Gyldendal
الباب الثاني: من ١٦٠٠-١٨٠٠م
الفصل ٨ : الرّحلة إلى العربية السّعيدة
أو رحلة كارستن نيبور
عام ١٧٦١م أرسلَ الملك الدانماركي، فريدريك الخامس، رحلةً استكشافية إلى اليمن. عُرفت الرحلةُ برحلة كارستن نيبور أو رحلة العربية السعيدة. تكوّن فريق الرّحلة من ٤ عُلماء و طبيبٌ و خادم . كانت الدانمارك في ذلكَ الزمن تُعاني من أزمةٍ ماليةٍ شديدةٍ. و كانت تسعى للإستعمار إن أمكن للتخلُّص من تلكَ الأزمة. لكن كانَ الهدفُ المُعلنُ للرّحلةِ هو المعرفة و الإستكشاف. عمّا إذا نجحت الرّحلةُ أم لا، كان ذلكَ موضوعًا للجدال. لكن الشخصَ الوحيدَ الذي عادَ الى الدانمارك حيًّا بعد ستّةِ أعوامٍ هو كارستن نيبور، الألمانيّ الأصل.باقي أعضاء الفريق توفّوا على الطريق بسبب مرض الملاريا. عند استقرار نيبور في بلده، ألمانيا، كتبَ أربع كُتبٍ واصفًا هذه الرحلة باللُّغةِ الألمانية. تُرجمَ إثنان منها الى الدانماركية قَبْلَ عِدّة سنواتِ فقط.
انطلقت الرّحلةُ من كوبنهاجن بالسفينةِ الحربيةِ الدّانماركية جرينلاند ، ودارت حولَ الساحل الغربي الأوروبي، ثمّ دخلت مضيق جبل طارق. رست السفينةُ في مرسيليا. ومنها انطلق الفريق بسفينةٍ أُخرى الى البوسفور حيثُ أمضى عدّة أيّام. واصلَ الفريقُ رحلته بقاربٍ الى مصر حيثُ أقام هناك حوالي عامين. بعدها، انطلق الفريق إلى اليمن مارًا بجدّة و غيرها. لم يعُد نيبور، بعد الإقامةِ في اليمن، كما كان مُخطّطًا لفريق الرّحلةِ، بل إتخذ طريقًا طويلةً جدًا بهدف المعرفة و الإستكشاف. ذهبَ إلى الهند، ومنها إلى الخليج العربي، ثمّ إلى إيران و العراق وفلسطين و لبنان و قبرص و تركيّا. من هناك، انطلق برًّا إلى الدانمارك عبر أوروبّا. استمرّت الرّحلةُ ٦ سنوات. كتبَ المُؤلف الدانماركي الشهير ثوركيلد هانسن كتابًا عن هذه الرحلة، اعتمادًا على ما ورد في المُفكّرات اليوميةِ لأعضاء الفريق. عنوان الكتاب: ” العربية السّعيدة” Det Lykkelige Arabien . ترجمَ هذاالكتاب إلى العربية سليم محمد غضبان، و صدرَ عن دائرة الإعلام و الثّقافةِ في الشّارقة
رئيس مجلس إدارة جريدة القاهرية