القاهرية
العالم بين يديك

المتاجرة مع الله.

119

كتب: خالد معروف المنجاح.
روي عن رجل انه وقع في كرب شديد وثقل عليه الدين حتى بلغ دينه خمسمائة دينار وعجز عن أدائها وكثر المطالبون بديونهم

فذهب إلى تاجر واستدان منه هذا المبلغ واشترط عليه سدادها في موعد محدد اتفقا عليه وذهب و أرجع الديون لأصحابها ومرت الأيام والليالي والحال يزداد سوء فوق سوء حتى بلغ الأجل محله وجاء موعد سداد الدين والرجل لا يملك درهماً ولا دينار بل ازداد دينه فوق ذاك الدين وجاء التاجر صاحب المال يطلب ماله فلم يجد عنده ما يسدد به دينه فذهب وشكاه للقاضي فحكم القاضي على الرجل بالسجن حتى يسدد الدين فقال الرجل للقاضي :

يا سيدي أمهلني إلى الغد حتى اخبر زوجتي وأؤمن عيالي حتى لا ينشغلوا علي

فقال القاضي للرجل :

وما الضمان انك سترجع غداً ؟

قال الرجل :

ضماني هو رسول الله (صل الله عليه واله وسلم ) فإن لم أرجع فاشهد علي في الدنيا والآخرة أني لست من أمة محمد صلى الله عليه واله وسلم

وكان القاضي صالحاً فقدر هذا الضمان وقبل وترك الرجل يذهب إلى أهله.

فلما رجع الرجل إلى بيته وأخبر زوجته بالخبر ما كان من هذه الزوجة الصالحة إلا أن قالت لزوجها بما أن رسول الله (صل الله عليه واله وسلم ) هو ضمانك عند القاضي فتعال لنصلي على رسول الله (صل الله عليه واله وسلم ) لعل الله يفرج عنا ببركته

وجلس الرجل وزوجته يصلون على رسول الله(صل الله عليه واله وسلم ) حتى غلبهم النوم

وإذا بالرجل يرى النبي(صل الله عليه واله وسلم ) في منامه

ويقول له :

إذا كان الصباح فاذهب إلى الوالي وأقرئه مني السلام

وقل له رسول الله (صل الله عليه واله وسلم ) يطلب منك أن تسدد عني الدين

فإن سألك عن علامة صدقك .. فقل له :

هناك علامتان ؟

الأولى :

أن الوالي يصلي علي في كل ليلة ألف مرة لا يقطعها أبداًً

والعلامة الثانية :

هي أنه أخطأ في عدها ليلة البارحة فبشره بأنها قد وصلت كاملة

فلما استيقظ الرجل أسرع إلى والي المدينة فدخل عليه وسلم عليه

ثم قال له :

الرسول (صل الله عليه واله وسلم ) يقرئك السلام ويطلب منك أن تسدد ديني

فقال : وكم دينك ؟

قال : خمسمائة دينار

ثم قال الوالي : وما علامة صدقك على ما تقول ؟

فقال الرجل : هناك علامتان

الأولى : انك تصلي على رسول الله (صل الله عليه وللع وسلم ) كل ليلة ألف مرة ،

فقال الوالي : صدقت ،

ثم بكى الوالي

فقال الرجل : وأما العلامة الثانية أنك أخطأت بعدها ليلة البارحة ويبشرك رسول الله (صل الله عليه وسلم ) بأنها قد وصلت كاملة

فقال الوالي : صدقت ، وازداد بكاؤه فأمر له بخمسمائة دينار من بيت المال ، ثم أمر له بألفين وخمسمائة دينار من ماله الخاص

وقال : هذه إكراما لك ولسلام رسول الله (صل الله عليه واله وسلم ).

فخرج الرجل مسرعا ليدرك القاضي ليسدد دينه ويبر بوعده للقاضي

فلما دخل إلى القاضي ..

وجد القاضي ينتظره وبيده كيس فيه مال فإذا بالقاضي يقول له : أنا سأسدد الدين عنك وهذه خمسمائة دينار مني إليك ؛ لأنني رأيت رسول الله (صل الله عليه واله وسلم ) ببركتك وبسببك

وقال لي : إن أديت عن هذا الرجل أدينا عنك يوم القيامة

وإذا بالتاجر صاحب المال يدخل ويقول للقاضي :

يا سيدي لقد عفوت عنه وسامحته بالدين وهذه خمسمائة دينار هدية مني إليه ؛ لأني رأيت رسول الله (صل الله عليه واله وسلم ) ببركته وبسببه

وقال لي إن عفوت عنه عفونا عنك يوم القيامة

فخرج الرجل من عند القاضي الفرحة لا تسعه وأسرع إلى زوجته وأخبرها بما كان من أمره

كان يطلب من يسدد عنه خمسمائة دينار وها هو يعود إلى بيته ويحمل أربعة آلاف دينار وكل هذا إنما حدث ببركة وفضل الصلاة على سيدنا محمد

(صل الله عليه وعلي آله وسلم ) .

اللهم صل على سيدنا محمد وعلى آل سيدنا محمد فى الأولين وفِي الآخرين وفِي الملآ الأعلى عندك إلى ابد الابيدين

قد يعجبك ايضا
تعليقات