القاهرية
العالم بين يديك

الطلاق…

145

 

بقلم / نهال يونس 

من أكثر المشكلات انتشارا في الآونة الأخيرة، يشكل خطرا كبيرا على تفكك الأسرة وضياع الأبناء، ويقع الطلاق بعد استحالة العيش بين الزوجين طرفي المشكلة؛ فهناك أسباب عدة لحدوثه: تقع غالبية قضايا الطلاق بسبب عدم تحمل المسؤولية، وعدم التوصل لحلول عند مواجهة أي مشكلة مهما كانت صغيرة، فكل طرف يتوقف عند رأيه بل ويتمسك به ولا يتغاضى عنه، وفي بعض الأحيان يكون السبب الرئيس هو إهمال الزوجة لزوجها أو العكس، واستخدام العنف في بيته، أو يكون بخيلا على أهل بيته، أو يستغل زوجته إذا كانت تعمل في وظيفة ما يرى أن مساعدة الزوجة فرضا عليها في مصاريف المنزل.
أثر الطلاق على الأبناء؛ نرى أن أول من يتأثر من الطلاق هم الأبناء فيضيعون بينهم، ويحاول كل منهما جذب الأبناء إليه دون أن يلتفتا إلى ما يتركا في أنفسهم من مشاكل نفسية، فكل طرف يزرع بداخله فدانا من الحقد والكره للطرف الآخر، يأتي بعد ذلك حالة عدم الاستقرار والشعور بالحزن، وعدم التأقلم مع الحياة الجديدة، بعدما كان الطفل يعيش بمنزل كله دفء وحنان واهتمام؛ أصبح يعاني ببعده عن أبيه أو أمه، وتأثير الطلاق لا يقف عند هذا الحد، ولكنه يتناول نشأة الأولاد وتكوين علاقاتهم المستقبلية، ويتأثرون تأثيرا بالغا في التعليم، فالآن لا يجد من يحتويه ويشجعه، ويدعمه كما كان في السابق.
نأتي لنقطة أخرى وهي نظرة المجتمع للمرأة المطلقة. رغم تطور الحياة والانفتاح الذي يعيشه العالم، وتبادل الثقافات فيما بينهما إلا أننا ننظر للمرأة نظرة سيئة متربصة، باعتبارها دون رجل مسبة أو معرّة؛ ففي بعض الأوقات تنظر لها بعض السيدات المتزوجات نظرة الخائف على بضاعته من السرقة-أي سرقة أزواجهن -، وكثير منا يحملها خطأ الطلاق ولا يبالي بإحساسها فهي تشعر بالحزن كثيرا، وأحيانا تصل إلى درجة الاكتئاب، ويحملنها الخطأ بأنها فشلت في الحفاظ على منزلها وترابط أسرتها، وحتى نستطيع تغيير هذه النظرة نحتاج كثيرا من الوقت.
هناك حلول يمكنا طرحها لتفادي حدوث الطلاق: كالحفاظ على مبادئ وأساسيات الزواج. التسامح وتقبل الاعتذار فيما بينهما، فهناك علاقات تتحطم بسبب عدم قدرة الزوجين على التغافل عن الأخطاء وإعطاء الفرصة للتفاهم، وبسبب انشغال الزوجين كل منهما بتوفير متطلبات الحياة، وظروف العمل يفتقروا إلى الإحساس بالاهتمام، ولابد من معرفة حدود للعلاقة؛ فيجب عليهما فهم أن كل منهما ليس مِلكا للأخر فلا يحق فرض السيطرة عليه، ولكنهما طرفان مشتركان في إنجاح العلاقة، لابد من إطلاق حملات توعية لنشر الوعي عن طريق وسائل الإعلام والتنديد بآثار الطلاق على الأبناء وعلى نفسية المنفصلين وتأثر المجتمع من بعد تفكك الأسر.

قد يعجبك ايضا
تعليقات