بقلم/ محمود أمين
عزيزتي أهلا.
تحية طيبة وبعد.
لقد ارتوى منك القلب حد الامتلاء الذي يفسد أي معنى زاد عن حده، وأصبح هانئا مطمئنا لا ينقصه هوى من أهواء الدنيا يميّله فيتمايل معه ويراقصه، فهو متشائم من يوم أن ملئ بك، (لقد ثبتت في القلب منك محبة كما ثبتت في الراحتين الأصابع)، ولو نطق لتكلم حتى لم نعرف له سكوتًا، الحب أرزاق يا عزيزتي كما الغياب وأنت رزق الحب وإن غابت بك الأيام، وزق الغياب وإن أقبلت بك الخيالات، ما بال هذا القلب لا ينفك ولا ينتهي عن حبك، وهذه أيام خلت لياليها من وجودك، تألمت في حضرتك كما تألمت في غيابك، فعين مائك لم تعد صافية لي، كلما هممت بالشرب لم أجد إلا الكدر، أين صفو مائك يا عزيزتي؟
لم تعد الكتابة تحلو لي، ولم يعد صدري يطيق هذا الكم الهائل والمشاعر الهادرة، فليت ذكراك كصفحة هذا الكتاب الذي أتصفحه؛ تنقضي لذتي به وقت تركه.