القاهرية
العالم بين يديك

قصر القبة اكبر قصر من قصور مصر

133

رحاب الجوهري
مقر ولادة تاريخ مصر الحديث.. أكبر القصور الرئاسية ومسقط رأس الخديوى توفيق.. ألقى الملك فاروق أول خطاباته بداخله.. وشهد تشييع جنازة “عبد الناصر”.
يعد قصر القبة أكبر القصور فى مصر، يقع بمنطقة سراى القبة بالقاهرة، يستخدم حاليًا كمقر لنزول الضيوف الأجانب من رؤساء وملوك،

 


بناه الخديوى إسماعيل خامس حكام مصر ويبعد عدة كيلومترات شمال وسط القاهرة، وكانت تحيط به الحقول الزراعية والقرى الريفية، ويمتد من محطة مترو سراى القبة حتى محطة كوبرى القبة وقد تحول إلى أحد قصور رئاسة الجمهورية بعد ثورة 23 يوليو 1952 ،به 425 غرفة ينطق بعضها بأبدع ما يمكن من فن وجمال، من أهمها قاعة المصاحف التى تزخر بالنقوش البديعة صممت على الطراز الإسلامى فضلًا عما تحويه من مصاحف بالغة الندرة، أثمنها نسخة من مصحف عثمان بن عفان رضى الله عنه.
تبلغ مساحة القصر 80 فدانًا إضافة إلى الحديقة التى تحيط به والتى تبلغ مساحتها 125 فدانًا التى ربما تؤهله ليكون مقرًا للرئاسة والحكم وإقامة الرئيس، لكنها فى الوقت نفسه تجعل عملية التنقل داخله وبين مبانيه المختلفة صعبة جدًا، وغير ممكنة دون سيارة
ومن أجمل حجرات قصر القبة تلك الحجرة المسماة الصالون الأبيض، والتى تحتوى على مجموعة رائعة من التماثيل لكبار الفنانين ومنهم محمود مختار وأدهم وانلى، وكانت تقام فى هذا الصالون حفلات الشاى الملكية المحدودة العدد، وفيها غنت أم كلثوم لأول مرة أغنيتها الشهيرة “الليلة عيد” قبل أن تغنيها على المسرح، وكان الملك فاروق يستزيد أم كلثوم وهى تغنى “إحنا معانا بدر” وهو يقصد بذلك الأميرة فاطمة طوسون أرملة عمر طوسون، التى خطبها فاروق لفترة قصيرة لكن سرعان ما فسخطت الخطبة برغبة الطرفين

 


ولد الخديوى توفيق بقصر القبة فى 15 نوفمبر 1852 وصار القصر الذى ولد فيه محلًا لإقامة أفخم الاحتفالات وحفلات الزفاف الملكية
اما الملك فؤاد فقد كان مقر الإقامة الملكية الرسمى له عندما اعتلى فؤاد الأول، عرش مصر عام 1917، وخلال فترة إقامته فيه أمر بعدة تغييرات على القصر، حيث أمر بإضافة سور بارتفاع 6 أمتار، وبوابة جديدة وحديقة خارجية، كما أضيفت محطة سكة حديد خاصة بالقطار الملكى، حيث كان الزوار يأتون مباشرة سواء من الإسكندرية أو من محطة مصر المركزية للقطارات فى القاهرة، وتوفى فؤاد الأول داخل القصر.
كما القى الملك فاروق أولى خطبه، عبر الإذاعة المصرية، فى 8 مايو 1936 من هذا القصر، إثر وفاة والده فؤاد الأول، واحتفظ “فاروق” بمجموعاته الخاصة فى ذلك القصر، حيث ضمت مجموعات نادرة من الطوابع والساعات والمجوهرات، ومعظم هذه الأشياء بيعت فى مزاد علنى فى عام 1954 حضره الكثير من المهتمين بينهم مندوبون عن المكلة إليزابيث الثانية وأمير موناكو. وبعد ثورة يوليو 1952، أصبح أحد القصور الرئاسية الرئيسية.
كان الرئيس الراحل جمال عبد الناصر يستقبل الزوار الرسميين فى هذا القصر، كما سجى جثمانه هناك بعد وفاته انتظارًا لجنازته فى تاريخ 1 أكتوبر 1970، ولا يزال القصر حتى الآن مقرًا رسميًا لإقامة الزوار الرسميين لمصر.
كان الرئيس الراحل أنور السادات مغرمًا بحديقة قصر القبة، وحريصًا على التجول فيها مع زوار مصر الكبار، ويقال إن الرئيس السادات اتخذ قراره بتجديد “ساعة الصفر” فى حرب أكتوبر 1973 فى هذه الحديقة، وعندما حضر الرئيس الأمريكى الأسبق جيمى كارتر إلى مصر عام 1979 كان على رأس برنامج زيارته مشاهدة حديقة قصر القبة، التى قال كارتر إنه قرأ عنها فى صباه وكانت إحدى أمنيات حياته أن يشاهدها عن قرب ومن طريف ما يحكى أن الزعيم السوفيتى “خرشوف” طلب أيضًا مشاهدة حديقة القصر عند زيارته إلى مصر، وكان تعليقه أنه لو عاش زعماء الشيوعيين فى هذه الحديقة أسبوعًا واحدًا فى شبابهم لما فكروا أبدًا فى تغيير العالم

قد يعجبك ايضا
تعليقات