رحاب الجوهري
تقع هذه المجموعة المعمارية الشهيرة بشارع المعز المعروف بالغورية، وقد أنشأها السلطان الغوري أحد سلاطين دولة المماليك الجراكسة ما بين ٩٠٩ – ٩١٠هـ /١٥٠٤ – ١٥٠٥م.
تضم المجموعة مسجدًا للصلاة ومدرسة تعليمية لتدريس علوم الفقه والحديث، وبالجهة المقابلة من شارع المعز (الغورية) تقع قبة للدفن، وخانقاه للمتصوفة، وسبيل لسقاية الماء، وكتاب لتحفيظ القرآن، ومقعد، ومنزل سكني، ومنارة(مئذنة) مكسية ببلاطات القاشاني هي أول منارة يتم تتويجها بأربع قمم في العمارة الإسلامية بالقاهرة. وقد تم الربط بين الجزئين بسقيفة خشبية للاستخدام التجاري.
وتتمتع المجموعة بتجسيد مبهر للفن الإسلامي في العصر المملوكي ويتجلى ذلك في الوزرة الرخامية السفلية بإيوانات المدرسة، والزخارف النباتية المحفورة على الحجر والرخام بالواجهات الخارجية، والأسقف الخشبية ذات الزخارف النباتية والهندسية والكتابية الملونة والمذهبة، ومنبر خشبي وكرسي للمقرىء مطعمين بالعاج والأبنوس.
وقد أعيد استخدام القبة حاليًا لتكون قصرًا للثقافة ومركزًا للإبداع الفني وقاعة للدورات التدريبية للعاملين بوزارة الآثار.
كذلك تقع وكالة الغوري التجارية بشارع التبليطة بالأزهر مجاورة لمجموعة الغوري المعمارية. والوكالة منشأة تجارية سكنية استخدمت كمأوى للتجار الوافدين من مختلف الأمصار، ويتم فصل الجزء السكني فيها عن التجاري مراعاة للخصوصية.
وتتجلى بهذه الوكالة روائع الفنون الخشبية والحجرية في أواخر العصر المملوكي بتسقيف الفراغات السكنية، وتزويد فتحات الغرف والقاعات بمشربيات ونوافذ خشبية منفذة بأسلوب الخرط، مع وجود رنك السلطان الغورى (ختم السلطنة) بالواجهات الحجرية للطابق الأول، مع تميز واجهة الوكالة الخارجية باستخدام أسلوب الحجر المشهر (تبادل ألوان الأحجار) ومدخلها الذي يعكس عناصر زخرفية بديعة المنظر في نحت الحجر البارز والغائر.