سجين الألم
بقلم / أماني مرسال
تحدثنا في المقال السابق عن ضرورة تجاوز الأزمات التي تمر بحياتنا و عن أهمية التخلي عن النظرة التشاؤمية للحياة، و تلقيت عبر حسابي الشخصي بعض التساؤلات عن الخطوات التي يجب اتخاذها للتجاوز والمرور بسلام ، ومقاومة الشعور بالتعاسة ،
و في هذا المقال سنسرد إليكم بعض الخطوات التي تساعدنا في ذلك راجين من المولى عز وجل التوفيق والسداد
أولى هذه الخطوات هي : التقبل
تقبل الألم أوالمحنة التي تمر بنا وعدم الاستجابة لفكرة
(لا يجب أن اتالم ) أو (أنا لا أستحق كل هذه المعاناة )
إن هذه الأفكار و ما يشابهها كافية لتزيد من آلامنا كثيرا ، لأنها تخالف الواقع وتشوه الحقيقة ،
فإذا أردت تجاوز أي محنة عليك أولا أن تقول( نعم للألم ) و(أهلا بالمحنة)
استقبل ولا تقاوم او تكبت بداخلك في شعور سلبي ، بل عبر عنه كاملا و بكل قوة ، ابك لو أردت ، انسحب فترة وانغلق على نفسك ،اعترف بضعفك حينها استسلم وارفع الراية البيضاء واطلب الهدنة من معترك الحياة
افعل اي شيء يسمح للألم أن يخرج من نفسك حتى لا يستوطن قلبك للأبد
ثانيها : تحمل المسئولية
بعدما نعبر عن الألم الذي يمر بنا نصبح على أهبة الاستعداد لأمرين إما أن نتجاوز بخطوة أخرى نحو الأفضل
أو نظل عالقين في دائرة المشاعر و يغمرنا إحساس التذمر فنجعل من أنفسنا ضحية ، ونظل نلقي اللوم على الظروف أو الآخرين وكل شيء من حولنا
في سبيل تبرئة أنفسنا من أي مسئولية حتى ندمن هذا الشعور و نتلذذ بهذا الدور ،
كن شجاعا وواجه نفسك بأخطائها وكن صادقا مع ذاتك وإياك إياك العيش في دور الضحية ،
ثالثها: تحسس موضع الألم
عندما تذهب للطبيب يقوم بإجراء الكشف عليك بكل دقة ليحدد موضع الألم ، فكن طبيبا ماهرا لنفسك ، وتحسس موضع الألم فيك و منشأه و سببه واعلم أن المواقف والأحداث ما هي إلا مرايا عاكسة لما انت عليه من الداخل وأنها ليست السبب الرئيسي لحزنك وألمك
و إنما أفكارك التي تدور حولها فكل ما يحدث من حولك لا يسبب في الأصل أي حزن أو تعاسة ،
منشأ هذا الٱحساس و مصدره بداخلك أنت نعم أنت ترسخ في اللاوعي عندك منذ طفولتك ،
فعليك أن تبحث جيدا لتكتشف جذور ذلك الٱحساس حتى تقتلعه من الأساسي
أخيرا
إذا كنت تسعى من أجل الحب فلن تجده ، وإذا كنت تسعى للحصول على السعادة ستهرب منك ولن تلتقي بها أبدا ،
كن أنت الحب ذاته لكل من حولك ، وكن لهم مصدر للسعادة تجد كل الحياة تحبك و تعمل من أجلك وفي النهاية تتخلص من سجن ألمك و محبس معاناتك
