كتب / عادل النمر
تشهد الأراضي الفلسطينية المحتلة حالة من التوتر وتصاعد العنف، لا سيما بالقدس الشرقية ومن حولها، وتواصل شرطة الاحتلال الإسرائيلي والمستوطنون المتطرفون تكثيف هجماتهم ضد المدنيين الفلسطينيين ومحاولاتهم في تجريد العائلات الفلسطينية من منازلها وتطهير القدس عرقيا من الفلسطينيين.
إن ما قامت به السلطات الإسرائيلية باقتحام المسجد الأقصى والاعتداء على المصلين الآمنين واقتحام منازل أهالي حي الشيخ جراح في القدس المحتلة وتهجير سكانها قسراً تعد انتهاكاً صارخاً لمقررات الشرعية الدولية والقانون الدولي الإنساني.
يقتضى الأمر وجوب الدفاع الشرعى عن تلك المدينة من جانب كل شعوب العالم أفراداً و جماعات استناداً للآتى
أولا : القدس تحتضن (المسجد الأقصي) أولى القبلتين منذ بعثة النبى محمد حتى هجرته للمدينة، وثالث الحرمين الشريفين بمكة والمدينة ومسرى رسول الله عليه السلام وموقع معراجه للسماء ويٌبين ذلك القرآن الكريم فى سورة (الإسراء) مما يترتب على المسلمين ممارسة حقهم
ثانيا : لأن القدس بها كنيستا القيامة و المهد و هما من مقدسات المسيحيين لارتباطهما بنشأة ووجود المسيح عيسى نبى الله بما يسمح للمسيحيين بذات الحق.
ثالثا : بما أن الدفاع الشرعى يعطى لكل إنسان الحق فى حماية غيره مما يقع عليه من اعتداء أو ظلم أو استيلاء على ماله، أو ممتلكاته بما يجعله مسئولاً لرفع العدوان عن القدس ويستوجب أحقية شعوب العالم فى الدفاع عنها.
ندعو شعوب العالم وقادته لمساندة الشعب الفلسطيني المسالم والمظلوم في قضيته المشروعة والعادلة من أجل استرداد حقه وأرضه ومقدساته.
القدس بالنسبة للمسلمين ليست مدينة عادية ككل المدن؛ أرض وبيوت ومزارع ومصانع ومدارس وجامعات، وهي كذلك عند اليهود؛ إنها الأرض المقدسة المباركة: {سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَىٰ بِعَبْدِهِ لَيْلًا مِّنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ} [الإسراء: 1]. وما كان مقدساً عند أناس لا يمكن أن يكون مجالاً للتفاوض، ومن ثم فإن التفاوض بشأنها يكون من باب الخداع وتحيّن الظروف لحين التمكّن من حيازتها كاملة، فإذا كان التفاوض بين طرفين أحدهما أشد قوة من الآخر وعنده إصرار، فليس للتفاوض من نتيجة سوى أن يحقق الطرف الأشد قوة كل أو معظم إرادته. ولا شك أن اليهود اليوم أقوى من العرب بسلاحهم وتدريباتهم، ويقف في صفهم العالم النصراني بقضه وقضيضه، فلن يكون للتفاوض أي نتيجة سوى التسليم لليهود بأحقية امتلاكهم القدس، واليهود يتّبعون خطة الالتهام التدريجي شيئاً فشيئاً، فيتفاوضون، حتى إذا حصلوا على أقصى تنازل ولم يمكن غيره، توقفت المفاوضات، وبعد فترة يعودون للتفاوض من جديد ويبدؤون من حيث انتهوا ليحصلوا على تنازل جديد، وهكذا حتى تؤول إليهم كاملة، خاصة بعد تبنّي العرب مقولة (السلام خيار إستراتيجي).
إن القدس لا تصلح أن تكون مجالاً للتفاوض، فالقدس وفلسطين كلها إسلامية ولا بد من عودتها كاملة لأصحابها، وليس من حق مسلم أن يتنازل عن شبر من أرض الإسلام للكفار، وعلى المسلمين أن ينشغلوا الآن بإعداد القوة التي تمكّنهم من استرداد أراضيهم بدلاً من إضاعة الوقت في تفاوض لن يكون له من مردود سوى إضاعة القدس لكن بالتدريج. وفي السنتين الأخيرتين ازداد معدل التهويد في القدس، واستغل الصهاينة انشغال الشعوب العربية بثوراتهم الداخلية، فأخذوا يسابقون الزمن لفرض واقع جديد يتطاولون فيه على الأقصى خصوصاً، ويتسابقون لتقديم مشاريع سياسية لتقسيمه زمانياً ومكانياً ٠
فلسطين هى وحى السماء ومبعث الأنبياء هى ارض الأقصى الغالية هى ملهمة صلاح الدين هى شاهدة حطين ومذلة الصليبيين . أفيقى يافلسطين من حلمك واستيقظى فأسرك لن يفك بغيرك بيدك دمرى قيدك ٠
إلى شعوب العالم وحكامها أوقفوا القتل وادعموا صاحب الحق، وكفى الصمت والكيل بمكيالين إذا كنا نعمل حقًّا من أجل السلام.
أدعو الله أن يرحم شهداء فلسطين، وأن يتغمدهم بواسع رحمته ومغفرته. اللهم إنا نستودعك بيت المقدس وأهل القُدس وكُل فلسطين ، اللهُم كُن لهم عوناً، اللهم إنا لا نملك لفلسطين إلا الدعاء فيارب لا ترد لنا دعاء ولا تخيب لنا رجاء وأنت أرحم الراحمين، اللهم رد إلينا فلسطين والمسجد الاقصى رداً جميلاً اللهم أنصر ضعفهم فإنهم ليس لهم سواك.
اللهم إنّا نستودعك غزّة نساؤها وأطفالها ، كبارها وصغارها ، شبّانها وشيبانها، مجاهديها ومقاتليها ، اللهم سدد رميهم وآنس روعتهم ، واستر عورتهم ؛ وارحم شهدائهم . اللهم اننا تستغيث بك فأغثنا ياالله ياقادر ياقاهر ياجبار .
اللهم امين يارب العالمين