-بقلم سارة جمال
– كُلّ الأشياء سريعة.. أوجه عديدة.. ضجيج داخلي.. صُراخ وبُكاء وضحكات وصمت.. إنها الأيام ونحن المشاعر ..أو ربما نحن عوالم نملك قصصنا المفضلة والمختلفة في هذا العالم الكبير ..هناك أب ملامحه سعيدة تمامًا، ينظر إلى ابنته التي تجلس قُربه كانت ترتدي ثيابًا زهرية اللون، أعتقد أنه يومها الدراسي الأول، كانت ملابسها زاهية وأبوها ملابسه هزيلة.. ولكن كانت عيناه تشرق سعادة في رؤيتها.. تلك الأميرة الصغيرة بضفائرها الصفراء الذهبية.. أُنثتي لن تجدي في العالم حُبًّا يُضاهي حب أبيكي..
– وفي الأمام ملامح رجل نقشها الزمن والأيام، انحنى الظهر وارتعشت الأيدي، كانت عيناه مبحرة بعيدًا، أعتقد أنه فارق عزيزته أو يراها بين غيوم السماء، كان الولاء يرتسم على وجهه .. “حب القلوب لايشيب أبدًا “
– بجواري شاب في مُقتبل عمره، يرتدي ملابس البُسلاء، إنه من خير أجناد الأرض، كان يفتح محفظة جيبه لأرى داخلها صورة فاتنة بعينيها البنيتين، أطال النظر لها وتحسس الصورة في حنين وكأنه لامس وجنتيها .. “إنها المسافات عزيزي تخترق قلبك ..تتأنق بالشوق حتى موعد اللقاء “
– كانت الأجواء يعتليها بكاء هذا المولود وأمه نفذت محاولاتها في جعله يسكن، أعتقد أنه مولودها الأول، كانت ربكتها تُفسر حداثتها في أبطال الحكايات والأعوان.. تمهلت صبرًا حتى سكن ثم غرق في نومٍ ساكن.. ابتسمت هي وكأنها تنتصر على معركتها الأولى.. وضعته بين ذراعيها وكأنها تملك الدنيا، “كم مرة شددتي من أزري يا غالية القلب والروح وداويتي وجعي وبكائي”
– شابة في المقدمة تقرأ كتابًا وتبتسم وكأنها تتخيل نفسها البطلة تنتظر فارس الأحلام خاصتها، أدعو الله أن لا يصفعها واقع مؤلم..
– رجل أربعيني يتحدث في هاتفه بصوتٍ صاخب يخترق أذنك.. كانت ملابسه منمقة جدًّا.. حذاؤه بني يلمع.. وبدون إنذار مسبق اخترقت الأجواء رائحة النعناع، نظرت بعيدًا لامرأة في عمر أمي، وبين يديها ترتص حزم النعناع، كانت الأتربة تملأ لباسها، ولكن تزين وجهها بابتسامة رضا لن ترى مثلها في حياتك، رضا عبر من قلبي حتى ارتاح و سكن.. وها قد جاءت الحافلة ..