بقلم _ أمير وجيه الظواهري
الخوف… هو المستشار الأسوأ للإنسان على الإطلاق .
إذا كنت تعاني من أيام مُملة، و مُستقبل مجهول ، و نوم غير مُنتظم ، جسد مرهق ، و أُمنيات تترتب تحت الوسائد ، والأيام تمر، ولا شي جديد.
فأنصحك بقراءة هذا المقال…
النسبة العظمى بين الناس لديها مايسمي بــ فوبيا من المستقبل ….
يفكروا كثيرا ما الذي سوف يحدث غدا علي الرغم من أنه لايجذم أنه يعيش لو دقيقة واحدة
فالخوف داخل الإنسان دائما يخاف من معني الخوف ذاته، إذا كان منذ بدايته أو نهاياته ومن لون الخوِفُ إذا كان له لوناً ، تفاصيله، ومظهره، ودلالاته،
هو محاط بيننا في كل شئ في حياتنا العملية والخاصة، خائف من الاقتراب ، خائف من البعد، خائف من الوقوع في الخطأ ، خائف أن من حولك لن يتفاهموك،
خائف من المستقبل، خائف من الماضي،
خائف من الحاضر ، خائفا من كل شيء يأتي، خائف من شئ حدث، ويحدث، وسيحدث، خائف من ربك ودنياك واخرتك…
_ دائما نشعر بــإحباط ويأس وخوفَ من المستقبل غير معتادة ملحوظة عند البشر في الأغلب ، أدى إلى أن البعض يصاب بإكتئاب ، وصل البعض الآخر لأمراض نفسية كثير !..
من يعاني من الأمراض النفسية او الاكتئاب ، أوشك على دخول هذه المرحلة ،
عليه أن يدرك ويعلم أن الشعور بالأمان مرتبط بثقتك الكاملة فى أن المستقبل بيد الله وحده . وأن كل الخلق لو اجتمعوا على أن ينفعوك بشىء ، لن ينفعوك إلا بشىء قد كتبه الله لك ، وإن اجتمعوا على أن يضروك بشىء ، لن يضروك إلا بشىء قد كتبه الله عليك ،
فماهو مكتوب سيحدث !.
عليك بعدم التعجل بالامر..
ولا تكون مثل أصحاب سفينة سيدنا الخضر عندما ركب السفينة..فخرقها..
أصحاب السفينة بكل تأكيد حزنوا وأصابهم الهم والغم على حال سفينتهم التى خرقت دون ذنب منهم ودون تقصير من طرفهم ..وربما استحضروا الصبر علي مصابهم.
فكروا في مستقبلهم بعد غرق السفينة التي كانت مصدر رزقهم !!
لكنهم لو علموا لماذا خرقت السفينة ..
لتحول هذا الحزن إلى فرح وهذا الصبر إلى شكر ،
بل لقاموا بخرق السفينة بأنفسهم !
والحقيقة التي كانت في المستقبل المجهول ..وكان وراءهم ملك يأخذ كل سفينة غصبا..فكان غرق السفينة هو المنقذ لهم..
لا شك أننا أحيانا نقتبس دور أصحاب السفينة..فنصاب بما يحزننا ، نصاب بوفيا المستقبل
لكننا لا نعلم أن عين اللطف فيما أصابنا !.
_ تحدثت من قبل في مقالي السابق أننا علينا السعي والاجتهاد وفقط اما النتيجة فهي بيد الله عز وجل.
فان ترتيبات الله عز وجل لنا..لا يُشترط ان تخضع لمنطقنا..
.انظر الي موسى عليه السلام لما خافت عليه أمه.. ألقته فى البحر….(عمل لا يخضع لمنطقنا)
ثم تربى فى بيت فرعون الذي كان يقتل كل الذكور خوفا من المستقبل وخوفا على السلطة بل خوفا من موسى نفسه..فرباه هو بنفسه ….(عمل لا يخضع لمنطقنا )
ثم شق الله البحر لموسى ليتخطاه..واغرق فرعون فيه…(عمل لا يخضع لمنطقنا )
ها هو يوسف عليه السلام يُرمى فى البئر من قبل إخوته..
يخرج من البئر ليكون فى قصر عزيز مصر…
يخرج من القصر للسجن وهو مظلوم..
يخرج من السجن ليكون هو عزيز مصر ….
( تقلبات مستقبليه لا تخضع لمنطقنا )..
يونس يلقى فى البحر فيظن الهلاك من قبل الحوت..فيكون الحوت هو سبب إنقاذه ..
( عمل لا يخضع لمنطقنا)…
.انظر الي عمر كان أشد أعداء الإسلام..يريد الخلاص منه..ثم فى لحظه أصبح المدافع الأول عنه والناصر الأول له….( عمل لا يخضع لمنطقنا)..
_تدابير الله عز وجل لها تدابير أخرى غير طريقة تفكيرنا.. فالكون جميعه يطوعه كيف يشاء..
يدبر الأمور بحكمته..
فيوما ما ستعلم لما منع عنك هذا ولما أخذت ذالك.
ستعلم ان المستقبل الذي كنت تخاف منه لا يستحق كل هذا الخوف يوم أن تكشف الحجب..
فلا تحزن لأى شىء إذا لم يحدث مع أخذك بأسبابه..
ولا تحزن لما ألم بك من شىء تظنه شرا..فقد يكون هو عين الخير..
لا نملك إلا الأخذ بالأسباب.. والنتائج أمرها لله..
إن شاء يسرها بفضله وإن شاء منعها بحكمته..
_لذلك كان الحديث ؛ (عجبا لأمر المؤمن إن أمره كله خير ، وليس ذاك لأحد إلا للمؤمن ؛ إن أصابته سرّاء شكر ؛ فكان خيراً له ، وإن أصابته ضرّاء صبر ؛ فكان خيراً له)
_وكانت الآية ؛ * وَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَعَسَى أَنْ تُحِبُّوا شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَكُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ..*
_أكبر الحقائق فى حياتنا : *والله يعلم وأنتم لا تعلمون * !!
الله يعلم مستقبلك فلا تخاف عليك ان تدرك بأن رزقك ستأخذه كاملا لا ينقص منه شيء .
وأنه لا ندم على ماحدث ، فلو عاد بك الزمن لاخترت ماقد اخترت ، فهو قدرك.
سيدنا عمر قال.( لو عرضت الأقدار علي الإنسان لختار القدر الذي اختاره الله له..)
علينا أن نؤجر على تفاعلنا مع الأحداث.
وأنه لا شىء يظل على حاله ، فكل يوم هو فى شأن.
وإن مع العسر يسرا ، وتلك الأيام نداولها بين الناس.
والجميع فى النهاية تراب.
والحقيقة أننا فى دنيا ستنتهى بالجميع.
وهناك عالم أخر بقوانين جديدة فلنستعد لها !
_وكما قال الدكتور أحمد خالد توفيق
”ذلك المُستقبل الّذي يُقلقك، رُبما لستَ فيه.”
وانا اقول اتركها تأتي كما كتبها الله لك لعلها تكون كما أراد قلبك
اذا ماذا أفعل ؟!!
لا تشغل عقلك بكل هذه الهموم، لا تفكر في المستقبل، واستمتع بما بين يديك ، الآن فرب الخير لا يأتي إلا بالخير