القاهرية
العالم بين يديك

الجزء السيء في حياة البشرية

366

كتب: رمضان رجب
المُلوث داخليًا لا يستوعب وجود أنقياء من حوله، والناقص يكتمل بأذية الناس، لذا يتسابق البعض لعرقلة حياة الآخرين، ووضع المطبات لتعطيل مراكبهم السياره، وتعقيرًا لصفو النفسيه لديهم، تجدهم في سباقٍ دائم إما بالضغط النفسي، أو العصبي، أو الجسدي والمعنوي، فمنهم بارع بنقده الهدام وليس البناء، ومنهم مُتقن بالتقليل من شأنِ الآخرين وكأنَّ هذا يرفع من شأنه، ومنهم لاينطق لسانه إلا بخبث ما فيه، ولا يستطيع أن يتجمَّل بما فيه، فلا نعلم أهم من جنس البشر حقًا، أم أنهم من عالم آخر مُوازي ليس له مُسمىٰ!
هناك فئه من البشر، دائمًا علىٰ إستعداد حاد لرد الآذىٰ بمثله أو أشد، أكثر من إستعدادهم علىٰ مكافئة الإحسان بالإحسان كما قال الله، لا يُعطون المُحسن حقه وكأنَّه لهم ك حقٍ مُكتسب، واجب عليه أداء الإحسان، أتسائل دائمًا لما يحدث ذلك؟ فالجواب في بعض الأحيان قد يكون العِرفان بالجميل عبء لهؤلاء، أم الإنتقام بالنسبة لهم فمسرّه!
مازلت لا أستوعب كيف نكون علىٰ إلتزامٍ تام تِجاه الآخرين بحذافير الُلطف، إتقاء شر إيذاء قلوبهم حتىٰ بكلمة، لكنَّهُ مع ذلك لا ننجو من خيبةِ أمل وإيذاء نفسي وحسرة، وهل جزاءُ الإحسان إلا الإحسان؟ فهولاء يخافهم الناس مخافة ألسانهم وهم أشر الناس وقد ذكرهم رسولنا الكريم في حديث فيما معناه: “إن شر الناس من تركه الناس أو وَدَعَه الناس إتقاء فُحشه”.
‏لا تذبحوا بسيفِ ألسناتِكم ‏عفاف الناس وكرامتهم، ولا تجعلوا قسوة قلوبكم تكسر خواطرهم، فقلوبهم رقيقةٌ ليِّنه، عقاب الله أشد للقاسية قلوبهم، مُقلب القلوب عالم بأحوالها مع تأثير كل كلمه تُقال، لذلك إنتقوا كلماتكم كي لا تكسروا بها خواطر الناس، حاسبوا علىٰ أفعالكم، قبل أن تنتقدوا أفعالهم، تمهلوا قبل صدور أيُّ ردة فعل كي تجدوا الحلول ليكون نقدكم بناء وليس بهدام، حين لا تجدوا وصفًا للكلام تجمَّلوا للصمت لتَعّبُروا به كما وضح النبي: “فلتقل خيرًا أو لتصمت”.

قد يعجبك ايضا
تعليقات