القاهرية
العالم بين يديك

نحتملهم صغارًا حتى لا نعاني منهم كبارًا

129

 

بقلم-السيد عيد،،ريشة-غادة مصطفى 

اليوم السابع..
في هذا الجو الايماني، يذهب سيد أفندى لأداء صلاة العشاء والتراويح فدخل المسجد ليصلي فوقف بجانب شيخٍ كبير في السّن، وفي الصف الذي أمامه يصلي رجل وابنه الصغير، ولكن الصغير لم يحتمل الوقوف بجانب أبيه أكثر من ركعتان ،وبعدها بدأ يجرى بين الصف الذي فيه سيد أفندى والصف الذي فيه والده بسرعة كأنه في سباق الماراثون المائة متر! وقد أحدث ضجة كبيرة جدا وعندما سلّم الإمام وسلم معه المصلون، قال الشيخ الكبير الذى يصلى بجانب سيد أفندى لوالد الطفل: المرة القادمة أحضر له دراجة ليلعب بها فلقد أصبح المسجد وكأنه ملعب للأطفال، فى مشهد يشيب له الرأس، تراهم يركضون ويقفزون بين يدي المصلين، ولا حيلة لنا إلا الكلام إن استطعنا أن نكلّمهم.

ورغم عن ذلك الأمر أبعد من حوادث فردية لبعض الأطفال ، الأمر يكمن في الأثر الذي نتركه في الأطفال لو نهرناهم، ولطالما وجد الطفل لساناً حلوًا، وصبرًا طويلًا في أماكن خارج المسجد ولا يجدها في المسجد نكون نفرناه من المسجد من حيث لا ندري وتركناه يلهو ويلعب مما سيكون له بالغ الأثر السيئ.
والأهم أن لا نترك الحبل على الغارب للأطفال في المساجد فمسؤولية الأب الذي يصطحب ابنه معه للمسجد يجب أن يعلمه آداب المساجد قبل الدخول إليها، وأن يحاول السيطرة عليه قدر الإمكان إذا دخل، لأنهم يؤلمون رؤوساً تسجد للخالِق سبحانه وتعالى ويجرحون أقداماً وقلوباً.. ويقطعون خشوع المصلّين.. فضلاً عن إزعاج المسلمين وأذيتهم.
إذا كان سن الطفل تخطى السابعة فلا بأس من إصطحابه وتعليمه، ولكن دون ذلك فسيسبب إزعاجا للمصلين خصوصاً في صلاة التراويح والقيام.

ومع ذلك يجب أن نعلم أن ضجيج الأولاد في المساجد أفضل من ضجيجهم في الشوارع والطرقات، وأننا إذا لم نحتملهم صغارًا في المساجد سنعاني منهم كبارًا في الحياة

وينبغي أن نعلم أن الرفق واللين مع الأطفال شيئ مهم فعن عائشة رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: “إن الرفق لا يكون في شيء إلا زانه ولا ينزع من شيء إلا شانه” (رواه مسلم).
لذا يجب تعويدهم على الحضور للمسجد ليتعلموا الصلاة وقراءة القرآن من سن السابعة مع تعليمهم آداب المسجد.

قد يعجبك ايضا
تعليقات