كتبت – اماني عز الدين
حين نود ان نتحدث عن بعض الشخصيات البارزة التي اثرت في مجتمعها نجد ان هناك العديد من تلك الشخصيات منهم من صنع مجدا ومنهم من صاغ تاريخ جديد وكانت له اعمال بارزة ، ومنهم من ساهم في تغيير مستقبل وطنه او قد يكون غير تاريخ العالم حيث ساهم في تشكيله وجعله بشكل افضل وربما حدث العكس وكانت كل إنجازاته بلاء اصاب العالم باثرة ..
مع سلسلة شخصيات لا تنسي
شخصيات كتبت اسمها بحروف من نور سوف اقوم بتعريف البعض منها و التي قد يكون التاريخ غفل عن إعطاءهم ما يستحقون من مكانه وتقدير ..
اليوم اود ان اتحدث عن:.
المهاتما غاندي
قد يكون الاسم معروف للكثيرين لكن معروف كمجرد اسم يتردد لكن ما هي قصته وما هي أهم إنجازاته هذا ما سوف ارويه لكم .
المهاتما غاندي هو الزّعيم الرّوحي للهند، كان من اشد الداعمين للثقافة التي تحث علي نبذ العنف عُرِف بمُناصرة المنبوذين
وكان من الأشخاص الذين بذلوا جهد كبير في سبيل حماية وطنهم بشكل سلمي، ومقاومة الاحتلال البريطانيّ، إلّا أنّه في السنوات الأخيرة التي عاشها توجَّه نحو دعوة الهندوسيِّين القاطنين في الهند إلى احترام الديانات الأخرى الموجودة هناك، ومن هذه الديانات ديانة الإسلام؛ حيث دعاهم إلى احترام حقوق هؤلاء المسلمين، إلّا أنّ ذلك الطلب أدّى إلى استشاطة غضب الهندوسيّين المُتعصِّبين، فاتّهموه بالخيانة، ثمّ اغتالوه
ولد المهاتما غاندي في اليوم الثاني من شهر تشرين الأوّل/أكتوبر من عام 1869م في الهند، وتحديداً في مدينة بوربندر الواقعة في مقاطعة كجرات .
نشأ ضمن عائلة لها تاريخ طويل في العمل السياسيّ؛ حيث إنّ جدّه تولّى رئاسة الوزراء في بوربندر، بالإضافة إلى أنّ والده كان وزيراً في الحكومة، كما كانت أسرته من الأُسَر الصالحة جدّاً، وذات الأخلاق الرفيعة، وقد كان لنشأته في أسرة تحمل هذه الصفات الحميدة كلّها دوراً كبيراً في الوصول إلى المكانة التي وصل إليها فيما بعد ..
تزوج في سن صغيرة وانجبت له زوجته أربعة أطفال
الا انه ام يكن راضيا ابدا عن زواجه في تلك السن الصغيرة حيث تزوج بعد ان بلغ سن الثالثة عشر كما تقتضي العادات الهندية
تُوفِّي والد غاندي وهو في سِنّ السابعة عشر، فتولّاه أخوه الكبير، ثمّ رشَّحه؛ لتولّي رئاسة أسرتهم، والترقِّي ليحتلَّ مركزاً في الوزارة، مثل والده؛ وذلك لأنّه لاحظ فيه الذكاء، والمقدرة على العمل، والاجتهاد
اختار دراسة القانون علي الرغم من انه كان يفضل عليها دراسة الطب
[لّا أنّ أخاه ذكَّره بأنّ والدهما كان لا يُفضِّل هذا التخصُّص، ولا يُحبُّ الجُثَث، أو تشريحها، بالإضافة إلى أنّ هذه المهنة كانت لا تُؤدّي إلى تنصيبه؛ لرئاسة الوزارة، وبالتالي اختار دراسة القانون؛ تكريماً، واحتراماً لوالده
مارس غاندي مهنة المحاماة مدّة سنتَين في الهند، إلّا أنّ محاولاته فيها باءت بالفشل؛ إذ كانت أولى تجاربه، كما أنّ الحظّ لم يُحالفه لدى محاولته تكرار هذه التجربة، بالإضافة إلى أنّ كيفيّة عمله في هذه المهنة لم تكن مُرضيةً له؛ حيث آثر على نفسه أن يمارسها بصدق، بحيث يبتعد كلّ البُعد عن محاولة كسب القضايا بالحِيَل. ومن الجدير بالذكر أنّ غاندي سافر بعد ذلك إلى مناطق جنوب أفريقيا؛ لتقديم المساعدة إلى مُحامِين كبار من الأجانب، وليس لمُمارستها، ومن خلال هذه الرحلة، عرف القضيّة التي يجب أن يُفنيَ حياته في سبيلها، ووضعَ قَدَمه على بداية الطريق، حيث انتهى به ذلك بترأُّسه للهند كاملة، ثمّ وضع دستور البلاد عام 1908م، والذي أدّى إلى استقلال الهند
لقد كانت لغاندي إنجازات عديدة في الهند، وفي البلاد الأخرى التي زارها، ومن هذه الإنجازات السعي؛ في سبيل تعزيز ثقة الهنود المُهاجرين، وزيادة أمانهم، وتعزيز أخلاقهم. إنشاء صحيفة تحمل اسم (الرأي الهنديّ)، حيث عبَّر من خلالها عن مبادئه الداعية لمبدأ اللاعُنف. السعي إلى تأسيس حزب يحمل اسم (المُؤتمر الهنديّ لنتال)؛ ليستطيع من خلاله الدفاع عن العُمّال الهنود، ومناصرتهم. محاولة تغيير القانون الذي ينصُّ على أنّ الهنود لا حقَّ لهم بالتصويت. جَعل الحكومة البريطانيّة تتراجع عن قرارها في تحديد وجهة الهجرة الهنديّة إلى الجنوب الأفريقيّ فقط. السعي إلى إلغاء القانون الذي ينصُّ على عدم تنظيم عقود زواج لغير المسيحيّين.
وجاءت نهاية غاندي كمفاجأة حيث اغتِيلَ على يد بعض الهندوسيّين الذين اشتدَّ غضبهم؛ نتيجة دعوته لاحترام المسلمين، واحترام حقوقهم، واعتبروا دعوته تلك بمثابة خيانة، فقرَّروا اغتياله، والتخلُّص منه ممّا أدّى إلى إطلاقهم ثلاث رصاصات عليه، فتُوفِّيَ في الثلاثين من كانون الثاني/يناير من عام 1948م،عن عُمر يُناهز 78 سنة.
ومن اجمل ما قرأت له كتاب رائع اسمه (رحلتي مع الحقيقة)
ولقد استوقفتني تلك القصة الرائعة التي ذكرها…والتي حدثت له وهو في عباب البحر…وكان برفقته عدد من الهندوس والمسحيين والمسلمين…يقول غاندي -في ما معناه- : (وكانت العاصفة التي فاجئتنا عنيفة جدا..ومتطاولة,, حتى ذب الذعر في نفوس الجميع. وبدأت الأمطار العنيفة بالنزول من كل مكان. كان مشهدا مهيبا!!..وبدا الجميع على صف واحد يدعون ربا واحدا….نعم المسيحي والمسلم والهندوسي…لقد نسوا جميع ما بينهم من خلافات…واتفقوا جميعا على قلب واحد. ليخرجوا من هذه المحنة. لقد كان الجميع منغمسون في صلواتهم ,,كل على حدة…ليتك ترى الخشوع والإخلاص الذي غمر قلوبهم….. لقد استمرت هذه الأزمة لمدة 24 ساعة كان الجميع فيها على هذه الحالة…. ثم ما لبثت بعد ذلك أن هدأت العاصفة وانقشعت الغيوم.. وبدا البشر على وجوه القوم… نعم لقد زالت المحنة. وعاد الناس الى الأكل والشرب والرقص.. ونسوا جميعهم مناجاتهم والخشوع الذي كانوا فيه وكأن شيئا لم يكن…كان هناك من يتم صلاته ولكنها كانت خاوية روتينية…كما جرت عليه العادة قبل المحنة التي مرت بنا………)
وإلي لقاء اخر وشخصية جديدة لاتنسي و صنعت تاريخ ..