القاهرية
العالم بين يديك

بطون خاوية وأخرى تركت لها العنان لتسرف 

276

 

بقلم السيد عيد ـــ ريشة غادة مصطفى

 

اليوم الخامس.. 

سيد أفندى من النوع الذي يحب تناول الطعام الطازج ويرفض الأكل الذي يوضع في الثلاجة لليوم التالي، وهذا الأمر يتكرر كل يوم في رمضان حيث يكون مصير الأطباق سلة المهملات التي تمتلئ بكل أصناف السفرة الرمضانية”.. ورغم علمهم أن هذا إسراف وتبذير واستهلاك ليس له مبرر إلا أن زوجة سيد أفندى اعتدات على ذلك وهي عادة أصبحت لدى الكثير من الناس في شهر رمضان ، وزوجة سيد أفندى لديها الكثير من كتب الطبخ التي اشتريتها قبل رمضان هذا غير قناة سى بى سى سفرة وقنوات الطبخ التى تساعد على تنوع السفرة بكل أصناف الطعام وبكل ما لذ وطاب من أكلات أشكال وألوان الخضار واللحوم وأطباق الأرز البسماتى بالمكسرات، والمحاشى والبط، والمكرونة بالبشاميل وأنواع السلطات اللذيذة،هذا غير الياميش والمكسرات بينما بطون البعضِ خاوية ليس لها ما يسكِت جوعها، فرمضان ليس لملء البطون ونسيان الفقراء والمساكين الذين لهم حقوق علينا، لذلك كان لقمان ينصح ابنَه بقوله : يا بني إذا امتلأتِ المعدة نامَت الفكرة، وخرست الحِكمة وقعدَت الأعضاءُ عن العبادة.

 

يؤذن المغرب ويجلس سيد أفندى علي السفرة من غير تفاهم، فكل ماعلى السفرة من أصناف الطعام الكثيرة جدا يحبها ولا يركز غير في الأكل فقط وبعد الأكل يتقمص دور الشيف شربينى ويقوم بنصائح لزوجته هذا طبعًا بعد ما أنهى كل ما علي السفرة من طعام.

ومع مصاريف رمضان وكمية الإسراف فى الطعام يضطر سيد أفندى الى أخذ قرض من البنك لتغطية نفقات رمضان وعيد الفطر الذي يحل في نهايته ، وما أن ينتهي العيد حتى نسمع من الكثيرين أن رمضان أرهقهم وأثقل العيش عليهم.

 فهل الإسراف فى رمضان أمر محتوم أم أنها عادة سيئة تأصلت فينا بحكم التقليد والمباهاة وقلة الوعي وعدم المسؤولية بعد أن أصبحنا فى زمن التناقضات أناس يموتون من الجوع وآخرون يموتون من التخمة.

 

جاء رمضان حاملاً معه الأرزاق لكلّ النّاس لكنّ هذا لا يعني أن نُسرِف ونبذّر ونترك العِنان لبطوننا بأن تتحكم بنا فشهر رمضان شهر العبادات والطاعات هو شهر القرآن، لا شهر إسرافٍ وتبذير وبدلا من الإسراف يجب إطعام الفقراء والمساكين بل يمتد الإطعام ليشمل الحيوانات والطيور ذلك 

من أعظم أعمال الخير.

قد يعجبك ايضا
تعليقات