القاهرية
العالم بين يديك

رسالة بديعية

134

بقلم _,رحاب الجوهري

لبستُ ثوبَ الواعظين يوماً وحلقتُ كفراشة ربيع بين بساتين الربا وجئتُكم بشهدٍ مصفى يعجز عن تذوقهِ من ليس بمتذوق قلبتكم بين الاعتقاد والسماح والجود والملوم واللبيبُ والعدل والأمن

وفائدةُ الاعتقادِ أفضلُ في الانتقادِ، والسَّماحُ يكسر الرِّماح، والصفحُ يفُلُّ الصِّفاح، والجُودُ أنصرُ من الجنود؛ فإِن كشف الضُّرِّ عن الحُرِّ، أجملُ من كشْفِ الصَّدَفِ عن الدُّر؛ ومَن عُرِفَ بالمِنَح، قُصِدَ بالمَدح، وقد ظلَم من يلومُ غير ملومٍ، فالتغاضي يصحبُ المراضي، واللبيبُ يُعيدُ البعيدُ قريباً، والعدوَّ حَبيباً، و حضرةُ السُّلطان مفزع الرَّاجين، ومنزعُ اللاجين، إليها يعودون وبها يعوذون، وهي المقرُّ، وإليها المفرُّ، وإِذا عدَلَ الملكُ أقصَرَ الحائفُ، وآمن الخائفُ، وخَيْرُ الإخوان من ليسَ بخوَّان؛ ودهُ ميمونٌ، وغيبهُ مأمونٌ، فهُوَ يُحالفكَ ولا يُخالفك، ويُرافقك ولا يُفارقُك، ويُوافِقكَ ولا يُنافقُكَ، ويُعاشركَ ولا يُكاشُرك، وإِذا حضرت حَنَا علَيكَ، وإذ غِبْتَ حَنَّ إِليكَ.

قد يعجبك ايضا
تعليقات