القاهرية
العالم بين يديك

خطورة فقد الغاية

128

 

بقلم د. محمد أشرف

إن الإنسان في فترة من حياته قد يظن أنه بلغ الغاية، لمجرد أنه تحدث بكلام منمق، أو أنه تملك ناصية الحديث في حوار مع أقرانه، أو أن له رأياً يظن أنه سديدا وسط زحمة الآراء المتفاوتة، لكن لم يفطن لمعنى هام وهو، لربما يكون له رأياً، أو حديثاً جيداً يوصله لغاية وقتية، وهي أن ينظر له علي أنه المتحدث اللبق، أو صاحب الشخصية الكاريزمية، لكن حينما يراجع ماقاله يجد أنه يتملق، أو يجامل، فيقف حائراً تائهاً، أحقاً ماقلت كان فيه منفعة تعود على وعلى الناس، أم كلام هراء فاقداً لأى معنى.
في هذه السطور السابقة أحاول أن أستثير الأذهان بتذكريها ما هي الغاية، إن الفارق بين الهدف والغاية شيء جوهري، وهو أن الهدف هو التخطيط للوصول لشيء أو درجة متعلق بمدة زمنية حيث إذا تحقق نبحث عن هدف غيره، أما الغاية فهي ذلك الهدف الأسمى الذي لا يكون إلا بانتهاء حياة الإنسان، والمثال على ذلك أن المسلم له غاية واحدة وهي رضوان الله تعالى، هذه غاية سامية، اما من كانت غايته أن يعيش على هامش الدنيا بلاقيمة ولا وزن، لا يعرف كيف يسير، ولا يعرف طريقاً للسير، لربما تكون غايتي و ما أستمتع به أن تزيد أرباحي في البنوك، وأن أنمي تجارتي، أنشغل يوميا من بداية يومي لنهايته في حساباتي المالية المفرطة التي تؤرق نومي، أو لربما تكون غايتي أن أصبح مشهوراً و ذائع الصيت، هذه أهداف، لكن الغاية ينبغي أن تكون أعظم وأكبر.

فأي غاية يمكن أن تبذل من أجلها المهج والأرواح، للأسف أصبحت غايات بني الإنسان تسير في اتجاه المادية البحتة، أريد ان يكون ولدي لاعب كرة لكي يحقق غايتي، أموال طائلة، وأنا أرىد أن تتاح لي الفرصة التي أتيحت لأصحاب أغاني المهرجانات من أجل حصد المشاهدات المملينه وركوب التريندات، أي غاية مادية وصل لها الإنسان ، نريد أموالا وفقط، أصبحت غايتنا أن نجعل أبنائنا نسخا مشوهة لاتعرف غاية، ولا تدرك ماذا تريد.

أتحدث برؤية واضحة وأتسائل لماذا غيبت القدوة في مجتمعاتنا، لماذا غيبت التربية النفيسة الرامية لعمق الفهم ، ان غياب القدوة في الأسرة غيب الغاية، فأين غاية أصحاب المعالي ، عالما نافعا للبشرية، ينقذ ها من تخبطها، الغاية سير في هذا الكون على نحو واضح ومنظم، فمن أدركها نال المنى ومن عدمها فقد الفهم .

قد يعجبك ايضا
تعليقات