القاهرية
العالم بين يديك

جحدت عيناك لامير الشعراء مع الشرح

9٬161

د/ احمد علي

من ابداعات امير الشعراء احمد شوقي وهي القصيدة التي اخذ بها لقب امير الشعراء العرب

وكتب شوقي هذه القصيدة على بحر “المتدارك”، ويتكون المتدارك من أربع تفعيلات في كل شطر، فيكون مجموع تفعيلاته في البيت الواحد ثمانية.

لحن هذه القصيدة موسيقار الأجيال المطرب الكبير محمد عبد الوهاب و غناها أيضا, و من الجيل الجديد غنتها المطربة انغام و المطربه دعاء عبد الرحمن من فرقة الموسيقى العربيه و المطرب خالد سليم و المطرب الكويتى عبد الله الرويشد بروعة فائقه.

مُضناك جفاهُ مَرْقَدُه          وبكاه ورَحَّمَ عُوَّدُهُ

حيرانُ القلبِ مُعَذَّبُهُ       مقروح الجفنِ مسهَّدُه

أودى حرفاً إلا رمقاً          يُبقيه عليك وتُنْفِدهُ

يستهوي الوُرْق تأوُّهه      ويذيب الصخرَ تنهُّدهُ

ويناجي النجمَ ويُتعبه       ويُقيم الليلَ ويُقْعِدهُ

ويعلم كلَّ مُطوَّقة            شجناً في الدَّوحِ تُردِّدهُ

كم مدّ لِطَيْفِكَ من شَرَكٍ      وتأدّب لا يتصيَّدهُ

فعساك بغُمْضٍ مُسعِفهُ     ولعلّ خيالك مُسعِدهُ

الحسنُ حَلَفْتُ بيُوسُفِهِ      والسُّورَة إنك مُفرَدهُ

قد وَدَّ جمالك أو قبسا        حوراءُ الخُلْدِ وأَمْرَدُه

وتمنَّت كلٌّ مُقطَّعة         يدَها لو تُبْعَث تَشهدُهُ

جَحَدَتْ عَيْنَاك زَكِيَّ دَمِي    أكذلك خدُّك يَجْحَدُه؟

قد عزَّ شُهودي إذ رمَتا      فأشرت لخدِّك أشهده

وهممتُ بجيدِك أشرَكُه    فأبى واستكبر أصيَدُه

وهزَزْتُ قَوَامَك أَعْطِفهُ      فَنَبا وتمنَّع أَمْلَدُه

سببٌ لرضاك أُمَهِّده        ما بالُ الخصْرِ يُعَقِّدُه؟

بيني في الحبِّ وبينك ما    لا يَقْدِرُ واشٍ يُفْسِدُه

ما بالُ العاذِلِ يَفتح لي      بابَ السُّلْوانِ وأُوصِدُه؟

ويقول : تكاد تجنُّ به       فأَقول: وأُوشِكُ أَعْبُده

مَوْلايَ ورُوحِي في يَدِه     قد ضَيَّعها سَلِمتْ يَدُه

ناقوسُ القلبِ يدقُّ لهُ     وحنايا الأَضْلُعِ مَعْبَدُه

قسماً بثنايا لؤلُئِها          قسم الياقوت منضده

ورضابٍ يوعدُ كوثرهُ        مَقتولُ العِشقِ ومُشْهَدُه

وبخالٍ كاد يحجُّ له         لو كان يقبَّل أسوده

وقَوامٍ يَرْوي الغُصْنُ له     نَسَبا والرُّمْحُ يُفَنِّدُه

وبخصرٍ أوهَنَ مِنْ جَلَدِي     وعَوَادِي الهجر تُبدِّدُه

ما خنت هواك ولا خطرتْ    سلوى بالقلب تبرده.

الأجزاء المغناه من القصيدة 

مضناك جفاهُ مرقده *** وبكاه ورحمَ عَودُهُ 
 
حيرانُ القلبِ مُعَذَّبُهُ *** مقروح الجفنِ مسهده 
يستهوي الورق تأوهه *** ويذيبُ الصخرَ تنهدهُ 
 
ويناجي النجمَ ويُتعبه *** ويُقيم الليلَ ويُقْعِدهُ 
الحسنُ حَلَفْتُ بيُوسُفِهِ *** والسورة ِ إنك مفردهُ 
وتمنَّت كلٌّ مقطِعة ٍ *** يدها لو تبعث تشهدهُ 
******
جَحَدَتْ عَيْنَاك زَكِيَّ دَمِي *** أكذلك خدَّك يحجده؟ 
 
قد عزَّ شُهودي إذ رمَتا *** فأشرت لخدِّك أشهده 
بيني في الحبِّ وبينك ما *** لا يَقْدِرُ واشٍ يُفْسِدُه 
 
ما بالُ العاذِلِ يَفتح لي *** بابَ السُّلْوانِ وأُوصِدُه؟ 
 
ويقول : تكاد تجنُّ به *** فأَقول: وأُوشِكُ أَعْبُده 
*****
مَوْلايَ ورُوحِي في يَدِه *** قد ضَيَّعها سَلِمتْ يَدُه 
 

ناقوسُ القلبِ يدقُّ لهُ *** وحنايا الأَضْلُعِ مَعْبَدُه 

*****

قسماً بثنايا لؤلُئِها *** قسم الياقوت منضده 
ما خنت هواك ، ولا خطرتْ *** سلوى بالقلب تبرده
شرح الكلمات و المعانى فى الأبيات المغناة
البيت الأول
مضناك : اسم مفعول للفعل اضنى … بمعنى اسير حبك وهواك
جفاه: خاصمة و لام علية
مرقده: اى مكان نومه (سريره)
جفاه مرقد : خاصمة و لام علية مكان نومه فهو لا يستطيع النوم
بكاه: بكى عليه
رحم: ترحم عليه
عوده: الذين يعودونه و كأنه مريض
رحم عوده : المقصود ترحم علية اى فقد الامل من زاروه

و المعنى : قتيل حبك خاصمة سريرة و لام عليه و بكى عليه الناس و فقدوا الأمل فيه كنايه عن شدة مرضه من قلة نومه و شده حبه .

البيت الثانى :
مقروح: به قروح (قرح و جروح)
يصف الشاعر مدى حيرة قلبه حيران و تعب جفن من قلة النوم و كأنه مجروح
البيت الثالث: 
يستهوى : يغوى و يعجب
الورق : الحمام ……. يسقط الحمام الطائر من تاوهة
و الورق أيضا : الدنيا و كأن الدنيا تعجب بتأوهه
و يذوب الصخر من حرارة تنهده

البيت الرابع:

ناجَى فلانًا: أى سارّه بما في قلبه من أسرار أو مشاعر ، وخصّه بالحديث ” اى اخبره بما يحويه قلبه من أسرار
يسهب الشاعر فى وصف مشاعره فهو يُسِر بما فى قلبه للنجم حتى أن النجم يتعب منه و سهدة و لايهدئ فى الليل و كأنه يبحث عن شئ مفقود و صور الشاعر الليل و كأنه إنسان يقيمه و يقعده هذا المحب العاشق الحيران.
البيت الخامس:
بيوسفه: سيدنا يوسف فهو رمزا للحسن
يقسم الشاعر بسيدنا يوسف (عليه السلام ) و سورة يوسف فى القرآن ان حبيبه متفرد فى الحسن.
البيت السادس:
يقول الشاعر أن نساء مصر اللآتى قطعن ايديهن فى عهد سيدنا يوسف عليه السلام -على حسب قصته التى وردت فى القرآن الكريم – سوف يتمنين أن يعدن لعصرنا هذا ليرونك و تقطعن  أيديهن مرة أخرى بسبب شده الجمال .

البيت السابع و الثامن:

يشكوا الشاعر من جحود حبيبه و غدره به و نكرانه له و انة لم يجد شهودا على صدق هواة فأشهد خد حبيبه

البيت التاسع :
الواش: هو النمام المفسد
يصف الشاعر ان حبة لا يؤثر شيىء علية و لا يقدر واش او كاذب على النيل منة .
البيت العاشر:
يصف كيف يساعدة اللئام و يمهدون لة سبل النسيان حتى يرحم نفسة من عذاب الهوى و لكنة يابى الا ان يحب و يتعذب فى سبيل من يحب
البيت الحادى عشر:
يعبر عن مدى حب الشاعر لحبيبه
فيقول تكاد تجن به .:. فاقول و اوشك اعبده
البيت الثانى عشر:
مولاى تدل على احساس الشاعر بعبوديته لمن يحب و يقول ان روحه فى يده و لكن حبيبه قد ضيعها و مع هذا فهو يدعو له بالسلامة.
البيت الثالث عشر :
الحنا – هو القوس و جمعها حنايا اى الأضلاع المنحنيه كالاقواس مما يدل على حفظها لما بداخلها
يصف الشاعر دقات قلبه بأنها ناقوس (جرس كنايه عن ارتفاع صوتها و قوتها ) فهى تدق لحبيبه
و يقول ان ضلوعه المقوسه المعوجه للمحافظه عليه معبد و محراب لمن يحب.
البيت الرابع عشر :
يقسم الشاعر باسنان حبيبتة الامعة الجميله مثل لؤلؤ يزينها الياقوت.

البيت الخامس عشر :

بعد كل هذة الصفات التى اقسم بها يقول : انة ما خان حبها و لم يفكر أو يأمل فى ما يهدئ ما يعانيه من عذاب و يخفف عنه ما به .
قد يعجبك ايضا
تعليقات