القاهرية
العالم بين يديك

ليت الزمان يعود مرة أخرى

135

بقلم: نادرة سمير قرنى.

لقد كان ماضينا يحمل كل ما هو جميل, كان يحمل فى ثناياه القيم والمبادىء, كان يحمل الأخلاق والرحمة, كان يحمل حسن التربية والخوف من الله, كان يحمل الحب والود بين الناس, كان يحمل التقارب والتواصل بين بنى الإنسان, كان يحمل حب الآخر والخوف من عقاب الله, كان يحمل صدق القول والفعل, كان يحمل إتحاد الأسر يداً واحدة, كان يحمل تجمع العائلات فى الحزن قبل الفرح, كان يحمل صدق المشاعر وعدم التصنع, كان يحمل الوفاء للآخر, كان يحمل التلقائية وعدم التصنع, كان يحمل بر الوالدين والعناية بهما, لكن أين كل ذلك الآن, لا أعلم أين ذهبت كل هذه الأشياء الجميلة.
لقد أصبح الكثيرون منا يرددون “ليت الزمان يعود يوماً”, ولكن ليت الزمان يعود بأكمله, فقديماً كانت الأسرة الواحدة متحدة يداً واحدة كل شخص فيها يخاف على الآخر, أم الآن فقد أصبح كل شخص من الأسرة لا يهتم سوى بتحقيق أهدافه الشخصية ولو كان على حساب أخيه وهذا ما أبرزته الدراما المصرية بشكل واضح فى الآونة الأخيرة ولو أن هذه الحالة ليست حالة عامة, ولكنها انتشرت كثيراً, ليس هذا فحسب ولكن الأبناء الذين لم يكونوا يقدرون لمجرد التفوه بكلمة تسىء للأب والأم, أصبحت أجيال اليوم تسب وتلعن وتشتم الأبوين وجهاً لوجه دون أى حياء, الأبناء اليوم يلقون بأبائهم خارج المنازل إرضاءاً لزوجاتهم, لماذا وصلنا لهذه الحالة لا أعلم!!!!!!!!!!!!!!!!!
الأبناء اليوم غير أبناء الزمن الماضى, لقد كان أبناء الجيل الماضى إذا أتى مشهد خارج فى التلفاز تجده أدار وجهه حياءاً وخجلاً من رؤية المشهد, ولكن أجيال اليوم يجلسون إلى جوار الوالدين يشاهدون المسلسلات والأفلام التركية والهندية والأمريكية, يشاهدون بها سيل لانهائى من المشاهد الخارجة تماماً دون أى خجل أو حياء من الوالدين, ليس هذا فحسب ولكن هذا جيل الإنترنت هذا الجيل الذى أساء استخدام الإنترنت فذهب لمشاهدة الأفلام الإباحية والخارجة دون خوف من عقاب الله, أين الأب؟؟؟؟ أين الأم؟؟؟؟؟ لا أعلم.
لقد كنا ننتظر شهر رمضان فى الماضى بلهفة وحب كبيرين, كنا نُعد الزينة ونعلقها فى كل الشوارع والبيوت, وننتظر سماع المسحراتى وهو يدق الطبلة ليستيقظ الناس للسحور, كنا نُعد الطعام ونتبادله فى الفطار, كانت العائلات تتجمع وتُعد الفطار معنا من أجل التجمع أسرة واحدة, كنا نذهب جماعة لصلاة التراويح, أين كل هذا اليوم لا أدرى؟؟؟؟, هل تغير رمضان؟؟؟؟؟ لا والله ما تغير إنه ذات الشهر لم يتغير, لكننا نحن من تغير ففرطنا فى ديننا وسلكنا مسلك الغرب فى عاداته وتقاليده الغريبة, لقد صار الشباب يفطرون دون أى سبب فى رمضان, ليس هذا فحسب ولكنهم يتناولون الطعام فى الشارع, نسب بعض ونلعن بعض فى نهار رمضان دون أى سبب, نبارك لبعضنا البعض بحلول الشهر الكريم ونحمل فى ثنايانا الكره لبعضنا البعض, ونفوسنا ليست صافيه اتجاه بعضنا البعض, نضحك فى وجه بعضنا البعض, وخلف هذا الضحك نحمل الضغينة والكره لبعضنا البعض.
ولكن ما السبب فى تغير أحوالنا, هل التكنولوجيا كما يرى البعض؟ لا يا عزيزى فالتكنولوجيا سلاح ذو حدين سلبى وإيجابى, أما نحن فأخذنا منها الجانب السلبى, ولكن هل التكنولوجيا هى السبب الرئيس فى تبدل أحوالنا لا والله؟ إننا نحن السبب الرئيس فكرهنا لبعضنا البعض, وغيرة بعضنا من بعض, وكره الخير للآخرين, وحب النفس وتفضيلها على الآخرين, وحب النفوذ والمكانة وحب الأنا, كل هذه العوامل وغيرها كانت السبب الرئيس فى تبدل أحوال مجتمعنا, هذا بالإضافة إلى العامل الأساسى وهو تدهور مكانة الدين وبعدنا عن الدين, فكلما اقتربنا من الدين كنا أكثر خوفاً من عقاب الله وسرنا على هدى المصطفى.
ولكن هل يمكن أن يعود بنا الزمان مرة أخرى, هل من الممكن أن نتخلص من أمراض نفوسنا؟؟؟؟؟ هل ممكن أن نتخلى عن حبنا لأنفسنا؟؟؟؟ هل ممكن أن نعود لكتاب الله وسنة رسوله؟؟؟؟؟ هل ممكن أن نعود فنوقر كبيرنا ونرحم صغيرنا؟؟؟؟؟ هل ممكن أن نعود فنلتزم الحياء فالحياء شعبة من شعب الإيمان؟؟؟؟ هل يمكن أن نعود فنجمتع أسرة واحدة متحابة مترابطة قلبها على قلب رجل واحد, هل ممكن أن نعود فيعود كل شىء جميل ضاع منا!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!

قد يعجبك ايضا
تعليقات