رشا فوزي
تسكن مرآتي، كلما وقفت أنظر إليها أجدها في استقبالي بصمتها، ملامحها المتغضنة الغارقة في تجاعيد الزمن، وأعيُنها الذابلة المستكينة.
في البداية كنت أفزع وأفر هربا منها ومن المرآة.
لم أخبر أحدا خوفا من اتهامي بالجنون، لكن مع الوقت اعتدت عليها، أرقبها تقلد حركاتي؛ وأنا أمشط شعري، أرتدي ثيابي، أهندم نفسي، أو حتى أضع عطري وزينتي.
ثم صارت بيننا ألفة حتى أني يوما سألتها مداعبة :
– أين انعكاس صورتي ؟!
أين أخفيتِ الفتاة العشرينية التي تضج بالحياة والعنفوان؟!
نظرت لي ببلاهة، واكتفت بالصمت، بينما اقتحم خصوصيتنا صوت قادم من الخارج مناديا:
– جدتي.. جدتي
رئيس مجلس إدارة جريدة القاهرية