بقلم/سالي جابر
ذات حياة؛ تركوني بين فكي الحياة، أقاسي صعوباتها، غضبها، انهيار أنقاضها، لتنادي أرواحهم قلبي فانْخَطف معهم في حلمي، وتتقد النيران في جوفي، ويشتعل الصمت في قلبي، ويثور بركان أحلامي، وتخمد عاطفتي نحو الحياة…
أستعيد ذكرياتي معهم- أحبتي- وتناديني كلماتهم إلىَّ، وتفجعني وحدتي، فحياتي دونهم موت على أنقاض الحياة.
على ضفاف أنهار كلماتهم أبني سكنًا لتطل شرفتي ينابيع هدير الحنان، وأتقن فن الذكريات في صورٍ تجمعنا، وبلابل تغني أعالي شطآن الضحكات، فأبكي علي فجيعةٍ حاصرت قلبي، وعلى موتٍ لم يقاسمني معهم الحياة؛ وكأن موتي بلاهم حياة، وحياتي دونهم موت.
يخطتف مني أحبة، بالقرب من قلبي يعيشون، في ذكريات عقلي يتقاسمون، وأبكي فجيعة الترك على كلمات أصبر وأحتسب… يا لها من خدعة التائه وسط براثن الموت، كما إن الموت خدعة أقوى؛ يمازحنا ونحن نقاسى المرض، ليخطف غيرنا، يتركنا على ضفاف الخوف، وسط الكثير من التفاصيل العبثية والمفارقات الغامضة، يجتمعون حولنا ليس لمواساتنا؛ بل للعبث بمشاعر امتلأت بها الجفون، تأبى النزول، ترفض الاختباء، تخشى البقاء كما هي، يتسارعون بالربت على الكتف، والاحتضان ودموعٌ زائفة متكلفة، ليسوا ممن يسألون عليهم وهم أحياء يرزقون، لا يرسلون تحياتهم، ولا يحملون الشوق عنهم أو إليهم؛ إنهم فقط يتكلفون، ليتهم يعلمون أن من يعاني فقد محبوب، يخشى مواجهة الدنيا، ضعيف قلبه ينزف حبًا وخوفًا وأملًا وألمًا ورجاءً…
عندما تمتلئ الغرف بمن يتجملون، نصرخ بداخلنا اخرجوا من هنا، واتركونا معه نتقاسم آخر ما تبقى لنا منه، يا لعبثية الموت..!
يا لخدعة الحياة..!