■ كتب : مصطفى الضبع
على حافة الموت يقفون، لا يملكون من الحياة سوى أحلام بسيطة تغازلهم بين الحين والآخر فى جوف الصحارى، رجال لا يعرفون الخوف حتى وإن جاءت خدمتهم فى أكثر واشد المناطق خطرا، يعلمون جيدا أن الوضع جد خطير، وأنهم مسؤولون عن مكافحة الإرهاب والتطرف ومحاربة الأشرار وحماية الأوطان كما يجب، تحت أى سماء وفوق أى أرض، يحمون الشرف والعرض بكل ما يملكون، يواجهون بصدور يملؤها الإيمان، تنظيمات متطرفة وجماعات إجرامية وتكفيرية ومليشيات دولية شديدة الخطورة، انهم خير اجناد الأرض، الذين يصوبون طلقاتهم دائما تجاة الخونة فى عمليات عسكرية متعددة من حيث لا يدرون، لتدوى أصوات رصاصهم فى كل مكان، بطل بدأ مشواره من ساحة الكلية الحربية مصنع الرجال إلى ميدان القتال ومصنع الأبطال فى عام 1998 رافعا شعار لا صوت يعلو فوق صوت النصر أو الشهادة، انة الشهيد العقيد اركان حرب “يحي حسن “، مواليد 24 أغسطس 1978 وابن معصرة نعسان التابعة لمركز ومدينة اهناسيا غرب محافظة بنى سويف العاصمة، وواحدا من أشهر وأبرز العسكريين الوطنيين الذين يجيدون الإنجليزية والفرنسية، وممن خاضوا العديد من المعارك القتالية والبطولية الرائعة داخل القوات المسلحة المصرية وقدموا أرواحهم فداء للوطن ودفعوا حياتهم ثمنا لتراب هذا البلد، كل هذا وأكثر جاء بداية من تعيينه فى سلاح المشاة بقيادة المنطقة الغربية بسيدي براني، ثم الي الشرطة العسكرية بمدينة نصر عام 2009 ثم إلى تأمين ميدان التحرير في عام 2011، ثم إلى الجيش الثاني الميداني بالإسماعيلية عام 2012 ومنها إلى شمال سيناء والجيش الثالث الميدانى بالسويس، مرورا بمشاركتة في عمليات حق الشهيد ١ و ٢ وتأمين مناطق بالعريش ورفح والشيخ زويد، بالإضافة إلى دورة المؤثر في بدأ المداهمات بشمال سيناء واعدادة خرائط وخطط اقتحام جبل الحلال والقائة القبص علي مفتي التكفريين ومجموعة عادل حبارة احد المشاركين فى قتل جنودنا بمذبحة رفح الثانية، فضلا عن نجاح “يحي” فى تأسيس العديد من الكمائن والتمركزات العسكرية للإرهابيين كالجدي وكرم القواديس والجورة، والتى استطاع من خلالها القاء القبض علي العديد من العناصر الإجرامية الخطيرة، واكتشافة لمركز تدريب الإرهابيين قبل استشهاد بيوم واحد، فى عملية ثأر البطل بجبل الحلال فى شمال سيناء هوا والشهيد احمد مالك، والشهيد محمد عمر سليمان وتسعة جنود من خيرة شباب مصر،
ليضرب الحزن فى قلوب الملايين وقت انتشار الخبر بين الجميع، ليسجل الثانى والعشرين من شهر مارس من عام 2017، قصة بطولية جديدة صنعها الشهيد ” يحي حسن” بشجعاته وأدائه الرجولى لمهمته القتالية التى سطرها برحيل غير محسوب، لينزل خبر الاستشهاد كالصاعقة على رؤوس أقاربه وذويه، فيضرب الحزن فى قلوب الأمهات المكلومة والزوجات الثكالى والأطفال اليتامى، وتتزين السماء لإستقبال الشهيد، وتغسله الملائكة، تفوح رائحة المسك من جسده الغارق فى الدماء، قصصا كثيرة عن أخلاقه وإيمانه وأدبه وسيرته العطرة ترويها أُمه وتتغنى بها اختة وأسرته، لكل منهم مواقف وذكريات تتسلل إلى أذهان محبيه فى ذكرى استشهادة الرابعة، فكرمهم الله بشهيد يشفع لسبعين من أهله، يوم القيامة.