بِقَلَم _ رانِيا ضَيْفٌ
لاَ أَدْرِى مِن مِنَّا غَاضِبٌ مِنْ الْآخَرِ ، فشعور بِالْغَضَب يعترينا بِشَكْل مفاجىء ، غَيْر أَنَّنَا نغضب وَنَحْن مُتَلَازِمَان ؛ فَلَا نَقْوَى عَلَى الْفِرَاقِ كَمَا لَا نُجَيْد الْقُرْب !
هُنَاك حَاجِزٌ كَبِيرٌ تَبَدُّدُه وتهدمه الْمَشَاعِر ؛ فَيُعِيد بِنَاءَه عنادنا فَيَزِيد مِنْ صَلَابَةٍ الْحَاجِز وَقُوَّتِه !
فتتمزق أَرْوَاحَنَا بَيْنَ قُرْبِ مُرْهَق و بُعد قَاتَل . .
لَم اخْتَر طِيلَة عُمْرَى ألوانًا رمادية وَلَا أَتْقَنْت إمْسَاك الْعَصَا مِنْ الْمُنْتَصَف . .
فَدَائِمًا أَنَا مُتَطَرِّفَة الْمَشَاعِر ؛ إمَّا أَنْ أَحَبَّ لِأَعْلَى دَرَجَات الْعِشْق أَوْ لَا أُحِبُّ دَرَجَة عَدَم رُؤْيَتِك ،
لَا بَيْنَ بَيْنَ ، وَلَا مُنْتَصَف ، وَلَا هَوْنًا !
لِذَا فعلاقتى بِك تجيد تعجيزى ، وَنَزْع روحى مِن جسدى فينفصلان . . .
تَنْفَصِل مادتينا عَن أَرْوَاحَنَا فِى تَعَسُّفٌ وجبروت ،
يُترَك لِى ثَقُل كَثَافَةٌ الْجَسَد ويؤثرك بِخُفِّه الرُّوح ولطفها .
لَا أَعْلَمُ كُنْهَ ذَلِكَ الشُّعُور الَّذِى يبعثرنا !
اشْتَقْت لِيَوْم يَمُرّ دُون تناقضات ؛
فعناق وَخِلَاف ، اسْتِسْلَام فعناد ، وَبَعْد وَقَرُب .
تَبدد السَّلَام بَيْنَنَا ، وَنَقَضْنَا كُلّ معاهدات الْوِصَال
فَلَا حَرْبٍ وَلَا سَلَامَ . .
لَازَال الْمُنْتَصَف يلاحقنى ، ولازلت أهْرَب مِنْه وأتوه فِى تطرفى .
وَتَظَل تقطعنا الْخِلَافَات وتجمعنا الْمَشَاعِر ،
ونضل فِى متاهات الرُّوح فيوقظنا حَاجِزٌ
الْخَوْف فنهرب مِنْ جَدِيدٍ !
لَمْ أَجِدْ أَجَابَه شَافِيه وَلاَ مَخْرَجٌ مَعْلُومٌ مِنْ تِلْكَ الْمَعْرَكَة الشَّرِسَة الَّتِى تُنْزَع عَنَّا توازننا ، وَتُلْقَى بِنَا عَلَى طُرُقَات الْقَدْر فيحدد هُو مَصِيرَنَا . .
فَلَا الْقَائِد فِينَا لزمام الْأُمُور حَكِيم ، وَلَا قَضَايَا الْقَلْب يُجدى مَعَهَا غَيْرَ التَّسْلِيم . .
تُرى هَل نَجْتَمِع فِى تِلْكَ الدَّارِ بِأَقَلَّ قَدْر مُمْكِنٍ مِنْ الجُرُوحِ أَم ستثخننا مُعَارِك الْكَرِّ وَالْفَرِّ فتردينا قَتْلَى ؟ !
فَيَا قَاتَل الرُّوح أَدْعُوك لِسَلَام عَادِلٌ .