القاهرية
العالم بين يديك

وهم الحب

144

رانيا ضيف

هل نظن الحب وهما أم نعيش وهم الحب ؟!
يقول الدكتور مصطفى محمود
“لا يوجد وهم ويبدو كأنه حقيقة مثل الحب ”
فإلى أى درجة تقتنع بمقولته هذه عزيزى القارىء ؟
وما الذى يدفع الناس على مر العصور للبحث الدائم عن الحب،فيقع الكثير منهم فى وهمه؟!
فالحب فطرة خُلقنا بها وعليها، فلاحياة بدون حب ..

وهل يتجدد نبض القلب ويحيا إلا به؟! وهل تنطفىء الحياة ونفقد شغفها ونورها إلا عندما نفقده؟

ولكن كيف نعرف أننا وقعنا فى شِراك الحب ؟
أجاب عن هذا السؤال الدكتور/ محمد طه
أستاذ الطب النفسى
ضمن فقرة من برنامجه الشيزلونج،
فقال: هذه علامات واضحة تؤكد وقوعك فى الحب عزيزى القارىء
-أن يكون هناك شخصًا مركز انتباهك واهتمامك .
-تقضى أوقاتا طويلة تفكر به .
-تشعر وكأن قلبك يُحلق بك،وتنطلق منك طاقة محبة، وحماسة،ويغمرك الفرح .
-أن تنشأ غيرة صحية فلا ترغب إلا أن يكون معك .
-عندما تتركه تتمنى أن تعود له، وتبقى بجواره .
-لا تتحمل رؤية حزنه أو غضبه .
-وختم حديثه بأهم العلامات وهى ألا تستطيع التحكم فى كل ما سبق”
وأُضيف ولا تعلم له سبب .
فلا يُحب إلا الذى لا يعلم للمحبة أسباب !

أما وهم الحب فلا يقع فيه إلا الذى فشل فى محبة نفسه أولا؛ فحاول تعويض ذلك بمشاعر مزيفة..
فالحب لا يُبحث عنه،فهو قدر ونصيب يجدك حيثما كنت .
وغالبا يجدك وأنت فى طريق سيرك لمعرفة ذاتك .
ويصدق ذلك قول شمس التبريزى
“لا تبحث عن أشخاص فالأشخاص يأتون كهدايا فى طريق بحثك عن نفسك ”

فالحب الذى يسحبك من عالمك ليُلقى بك فى بحر مظلم من الأفكار والحيرة والتخبط،ويجعلك تشتاق لنفسك الأولى،وتكره ضعفك، وتتألم ولا تستطيع إنقاذ نفسك، ودفع عنك أذاه،
ليس بحب؛ إنما هو وهم الحب .

الحب يا عزيزى القارىء يعلى من قدرك، يزيد ثقتك بنفسك، ويرسم البسمة على شفتيك،يرقق الإحساس، ويفجر فيك ينبوعا من الحنان والرحمة؛ فترى أشياء ما كنت تلاحظها من قبل، وتنشأ بينك وبين المخلوقات حالة حب وانسجام، فتتغزل فى القمر، وتراقب النجوم، وتعشق الورود، ولا تلحظ لهيب الشمس بل تمتن لنورها،
وتنشر الرحمة والبسمة حيثما ذهبت ..
خِلاف ذلك يا عزيزى فأنت أسير لوهم الحب،
فالحب يُحْيينا، ويلون الحياة فى أعيننا..
فهو نور الحياة بينما وهم الحب ظلام وسراب،وعذاب..
فلا تبحث عن الحب وإنما حب نفسك يأتيك الحب وهو راغما .

قد يعجبك ايضا
تعليقات