بقلم / جهاد بكر كيلانى
كنا نتخيل جميعا أن مسلسل فهد البطل سيلقي بظلاله علي شق التعبان بكل ظروفه و مشاكله و لكن لم يكن هناك ما يجعلك تشعر أن المسلسل يحكي عن شق التعبان و أحواله و لذلك يجب أن يعرف أحمد العوضي و محبيه أن شق التعبان الحقيقية مختلف تماما عما يقدمه هو و فريق عمله دعونا نحدثه عنه لعله يأتي مرة أخري بأفكار أخري تقترب من الواقع ، يظل إسم ( شق التعبان ) ظالما لهذه المنطقة الصناعية الكبري شق التعبان لقب ظلم أهلها و كثير من عامة الناس ممن لا يعملون أو لا يهتمون بعالم الرخام لايعرفون شيئا عن شق التعبان يذكرونها غالبا بالمجهولة رغم أنها مأهولة بالعاملين و الذين تتعدي أعدادهم مئات الآلاف ينزحون يوميا إلي هناك.و شق التعبان بدأت عشوائية و للأسف مازالت عشوائية و كأنها إختارت الشقاء لأنها تُصنف بالمدينة المظلومة إعلاميا و الفقيرة خدمياو شق التعبان أعادت إلينا بشكلها الحالي تعب فيها من تعب و ذاق الشقاء من إختار الشقاء وقتها و لكن في نفس المكان و بالتحديد في منتصف القرن الماضي كان هناك من يعمل بالإجبار في نفس المكان و كان هناك من يعمل بالسخرة في تكسير الأحجار و الجبال نعم إنهم المساجين نزلاء سجن طرة و معلوم لدي الجميع أن كل المنطقة الواقعة من النيل حتي منطقة شق التعبان كانت تسمي منطقة ليمان طرة قبل أن يشقها طريق الاتوستراد في منتصف الثمانينات و كان المساجين ذو العقوبة المغلظة و الأشغال الشاقة المؤبدة يقضون عقوباتهم في التحجير و تكسير الجبال في المنطقة الواقعة في حرم ليمان طرة و التي سميت بعد ذلك ب شق التعبان و في منتصف الثمانينيات طرأت فكرة في راس كمال بك عبدالهادي و الذي يُصنف عهده بأنه كان مرحلة مهمة في تاريخ مهنة الرخام و الذي كان معتادا علي زيارة ايطاليا بحكم التسوق له و للمستوردين المصريين نظرا لإتقانه اللغة الإيطالية بطلاقة و لأنه كان معتادا علي زيارة منطقة كرارا بإيطاليا و هي مدينة صناعية كل محاجرها و مصانعها في محيط واحدة لتصبح من أكبر المدن الصناعية في العالم و كانت من ذي قبل و أيام الأباطرة الرومان كانت أيضا مكانا يُقاد إليه المساجين لتنفيذ عقوبة الاشغال الشاقة بها و قد زار كمال عبدالهادي محافظة القاهرة و عرض فكرة إقامة منطقة صناعية للرخام علي المحافظ و معه المحاسب القانوني الشهير ابراهيم فوزي و لا قت الفكرة ترحيبا من المحافظ و إختاروا لها منطقة شق التعبان و لم يسعفه العمر ليري ما كان يحلم به و بدات شق التعبان في الظهور مصنع تلو الآخر حتي إتسعت رقعتها رغم عشوائيتها أما لماذا سمي بهذا الاسم فكانت طبيعة طرقها تشبه شقوق التعابين فكثيرا ما تجد الطريق ملتوي و يسير في شكل منحني كل مسافة فسميت بذلك و لا علاقة بالتعابين في إطلاق هذا الاسم و منطقة شق التعبان تقع شرق طريق الاتوستراد بعمق 5 كم حتى حدود محمية وادى دجلة شرقاً بمنطقة طره المعادى و بالتحديد علي طريق الأتوستراد أمام سجن طره و هي مدينة صناعية و هي أحدي القلاع الصناعية التي تجمع مئات المصانع الذين يعملون في نشاط واحد و هو صناعة الرخام والجرانيت مساحة منطقة شق التعبان 1608 أفدنة بمساحة تقديرية 6.5 مليون متر مربع بطول واجهه على الأتوستراد 1.8 كم ، تحتوى منطقة شق التعبان على 1658 مصنعا وورشة و قيل 2600 مصنع و ورشة لتصنيع وتصدير الرخام الذى يأتى لها من محاجر رأس غارب والعين السخنة و شمال و جنوب سيناء والمنيا وجبل الجلالة بالسويس و الزعفرانة و القصير والبحر الاحمر وأسوان يعمل بمنطقة شق التعبان ما يقرب من 45 ألف عامل من العمالة المباشرة ووما يقرب من 100 ألف عامل من العمالة غير المباشرة بالإضافة لعشرات الآلاف من العمالة التي تخدم علي هذه المهنة ، و هذا المجال تكاد أن تقول أن العمالة المقترنة بهذه المهنة تقدر ببضعة ملايين علي مستوي عموم الجمهورية و رغم هذه المعلومات القيمة عن المنطقة الصناعية إلا أنها تعاني من فقر خدمي و تجاهل حكومي رغم أنها كانت كالدجاجة التي تبيض ذهبا فقد كان يخرج منها يوميا ما يقرب من ألف حاوية متجهة للتصدير خارج مصر لما يقرب من 118 دولة تتعامل في الخامات المصرية المتميزة و لقد كان يتم التصدير عن طريق رجال أعمال شق التعبان.و شق التعبان مليئة برجال اعمال وطنين و متميزين استطاعوا الوصول إلي مكانة مرموقة في هذا المجال الحيوي و حفروا أسماؤهم بحروف من نور في مجال الرخام شق التعبان التي لا يعرفها أحد هي ليست مجهولة و لكنه مظلومة إعلاميا ربما لمجرد الإسم الذي أطلق عليها و حسنا فعل السيد الرئيس السيسي حين غير الاسم لمدينة الرخام والجرانيت لعل يكون في تغيير الإسم بشرة خير في الآهتمام إعلاميا و عودة للعالمية من جديد شق التعبان تستحق إهتماما أكثر من الدولة