د. حمدان محمد
تشهد غزة، كالعادة، تصعيدًا جديدًا في عدوان الاحتلال الإسرائيلي، حيث أفادت مصادر إعلامية فلسطينية عن إطلاق نار مكثف من الآليات الإسرائيلية في حي الشجاعية بمدينة غزة. يأتي هذا التصعيد ضمن سلسلة من الأحداث التي تعكس حالة التوتر المتصاعد بين قوات الاحتلال والفصائل الفلسطينية.
حي الشجاعية، الذي لطالما كان شاهدًا على صمود أهله أمام الاعتداءات الإسرائيلية، يعيش مرة أخرى تحت وطأة نيران الاحتلال التي لم تفرق بين الحجر والبشر. وأن التقارير الأولية تشير إلى استهداف متعمد لمناطق مأهولة بالسكان، وهو ما يعكس استراتيجية الاحتلال في استهداف البنية التحتية والمواطنين الأبرياء.
من جانبها، لم تقف الفصائل الفلسطينية مكتوفة الأيدي، إذ أعلنت كتائب القسام، الجناح العسكري لحركة حماس، عن تصديها لهذه الهجمات واستهداف الآليات الإسرائيلية في المنطقة. مشاهد المواجهة تُظهر تصميم المقاومة على حماية أهالي غزة والدفاع عن كرامتهم وحقهم في العيش بحرية وسلام.
كما تأتي هذه الأحداث في سياق سياسي متوتر يتزامن مع تضييق الحصار على القطاع ومحاولات الاحتلال فرض سياسة الأمر الواقع على الأرض.
فحي الشجاعية، يُعتبر رمزًا للمقاومة، لطالما كان هدفًا استراتيجيًا للاحتلال، سواء لأبعاده التاريخية أو موقعه الجغرافي.
وإن استمرار هذه الاعتداءات يُظهر عدم جدية الاحتلال في تحقيق السلام، بل على العكس، يسعى إلى إشعال المنطقة لتحقيق مكاسب سياسية داخلية أو إقليمية.
فلابد من إقامة دعوة للمجتمع الدولي
أمام هذه الجرائم المتكررة، فيصبح دور المجتمع الدولي أكثر إلحاحًا. وأن الصمت على انتهاكات الاحتلال يشجع على استمرارها، وغياب المحاسبة الدولية يزيد من معاناة الشعب الفلسطيني. من الضروري أن تتحرك المؤسسات الدولية لوضع حد لهذه الانتهاكات وفرض عقوبات على الاحتلال لإجباره على الالتزام بالقوانين الدولية.
ويبقى حي الشجاعية، كما غزة بأكملها، شاهدًا على قوة الصمود الفلسطيني في وجه الاحتلال. ورغم المعاناة اليومية، يظل صوت المقاومة حاضرًا، يؤكد للعالم أجمع أن إرادة الشعب الفلسطيني لا تنكسر.
“سيظل الاحتلال زائلًا مهما طال الزمن، وستبقى غزة قلعة الصمود والتحدي”.