القاهرية
العالم بين يديك

تلك هي الخسارة

10

سها نافع

لماذا يتبادر دائمًا إلى أذهاننا جميعًا حينما نسمع كلمة “الخسارة” أنها خسارة مادية؟

ولماذا لم نلتفت إلى أن الخسائر الحقيقية هي الخسائر المعنوية التي لا تعوض بمال؟

أن تفقد أحد والديك أو كليهما، أن تفقد أخًا، أختًا، خالًا، عمًا، حبيبًا، صديقًا، جارًا، تلك هي الخسارة.

أن تفقد الإحساس بهويتك، قدراتك، مواهبك، ميولك، هواياتك، أقبالك على الحياة، تلك هي الخسارة.

أن تفقد قدرتك على العطاء المادي إذا كنت قادرًا على ذلك، أو تفقد القدرة على العطاء المعنوي أو كليهما معًا، كلمة طيبة يمكن أن تمنحها للآخرين، دعوة من القلب في وجه صاحبها أو عن ظهر الغيب، جبر خاطر، نصيحة، توجيه، تلك هي الخسارة.

أن تفقد إحساسك بالأمان وأنت بالفعل تعيش في أمان، بالانتماء، بالحب، بالمشاركة، بالحماس، بالإخلاص، تلك هي الخسارة.

أن تفقد علاقتك بالله في طاعة أوامره، في التقرب إلى ما يرضيه، في البعد عن معاصيه، في اجتناب نواهيه، في إحياء شعائره، في ذكره، تلك هي الخسارة.

وأن تفقد…

وأن تفقد…

تلك هي الخسارة.

تلك هي الخسارة.

قد يعجبك ايضا
تعليقات