احمد النحاس
دقت الساعة الثالثة عصرًا ، متزامنة مع طرق محمود
لباب شقة عمه ، وإذ بزوجة عمه الحاجة مهدية
تفتح الباب ، وترحب به وتدعوه للدخول لتناول
وجبة الغداء مع عمه الحاج سنهوري ، ووجد عمه
في إستقباله ، مرحبًا به وأخذه من يده ، حتي وصلا
لمائدة الطعام ، ثم شاركتهما الحاجة مهدية .
وكعادته ، قام الحاج سنهوري بوضع ألوان وأصناف
الطعام المختلفة أمام محمود ، الذي تعامل بخجل
مع عمه ، شاكرًا أياه علي هذا الكرم .
وفجأة … وقف الحاج سنهوري ،أستطال جسده ،
إشرأبت عنقه ، برقت عيناه وتكلم بصوت جهوري
أشبه بصوت العاصفة… قائلًا : من أنتم ؟
ففزع محمود وزوجة عمه وأصبحا كومتان من الخوف
وحاولت زوجة عمه الإنسحاب من الغرفة ، ولكن
لسوء حظها ، شاهدها الحاج سنهوري ، الذي تحول
لمارد … وصرخ في وجهها … صرخة مدوية …
لم تحتملها زوجته … فأغمي عليها.
وحاول محمود جاهدًا ، مساعدة زوجة عمه …
فأمسكه عمه من رقبته ورفعه عاليًا…
ثم أسقطه من يده … ليقع محمود على الأرض …
وقد كسرت ذراعه… ويصرخ … صرخات هيستيرية .
وأخذ الحاج سنهوري يتحدث بلغة غير مفهومة …
ومحمود ترتعد فرائسه من الخوف والألم …
وزوجة عمه بدأت تستفيق ، شيئًا فشيئاً .
وفجأة… جلس الحاج سنهوري ، وأنطفأت عيناه …
وعاد لطبيعته ، ثم ألتفت لأبن أخيه وهو مندهش …!
قائلًا : من فعل بك هذا ؟
فأجابه محمود : أنت يا عمي !!!
ثم ألتفت الحاج سنهوري وهو منزعج ، لزوجته …
وقد إستفاقت من غيبوبتها…
قائلًا : ماذا حدث لك ؟ !
فأجابت : أنت تحولت فجأة ، إلي مارد جبار …
وقذفت في قلوبنا الرعب …!
فأخذ يربت على كتفها ، وقبل رأسها معتذراً …
عما بدر منه .
ثم أستدار ، لأبن أخيه … معربًا عن أسفه …
جراء ما حدث له .
فقال له محمود ، بدماثة خلقه المعهوده …
يا عمي ، قدر الله وما شاء فعل …
ثم أستأذن وأنصرف ، ذاهبًا إلي المستشفي …
ثم قام الحاج سنهوري ، ليتوضأ … ويصلي …
المغرب إمامًا ، بصحبة زوجته .
وعقب الصلاة ، طلبت الحاجة مهدية من زوجها …
الذهاب معها إلي مشيخة الأزهر… ليتعرفا سويًا ،
على أسباب التحول المفاجئ… لمارد …
ومحاولة علاجه …
فهز الحاج سنهوري ، رأسه معلنًا عن قبوله .
( تمت ) .