القاهرية
العالم بين يديك

بريق عينيك

54

بقلم: عادل النمر

ظننت أننا لن نفترق إلا بعد توقف القلب وصعود أرواحنا إلى السماء. لم أكن أعلم أن الشوق يمكن أن يذهب، وأن حبي قد يهون عليها.
كانت المكان الآمن لقلبي وروحي، وكان الخوف يتلاشى معها. أي رياح بُعدٍ هذه التي أخذتك من بين أضلعي؟
كانت عيناك وطنًا وسكنًا لروحي. من أين جاءت عيناك بكل هذا السحر وكل هذا العمق؟ أدمنت صوتك؛ فالعين تعشق، والأذان تشتاق. نعم، أشتاق، ولكن كرامتي فوق اشتياقي.
أشتاق إليك في صمت، وما زال أنين قلبي صامتًا يأبى أن يبوح بالألم. وكيف أبوح بعذاب قلبي وأنا أعشق الكبرياء؟
وماذا نفعل إذا كان الحنين أشد من الكبرياء؟

الكبرياء سقط صريعًا، وحنيني إليك قد انتصر.
بريق عينيك يأسرني، يزلزلني، وما زالت تهزمني عيناك، وأنا الذي لم أهزم في جميع حروبي.
كيف أختار بين حبي وكرامتي؟ والأصعب أن تكون مجبرًا على التنازل عن أحدهما.

أصبحت أكتم أحزاني وراء جدار الصمت. والصمت شيء من العتاب، وخلف كل صمت قصة عذاب.
كفاك يا قلبي ألمًا، فقد نزفت ما يكفيك، واحتل الألم الجسد.
جفت الدموع، وتحطم القلب، ونفد الصبر.
حزني عليك صامت، يقيم بداخلي، غير قابل للبوح، يستوطن القلب، وترفض الدموع أن تستجيب له.

ما أصعب أن تعيش داخل نفسك وحيدًا، بلا صديق، بلا رفيق، بلا حبيب.
أعترف: قد أخذت نصيبي من الألم والجراح.

رفقًا بنا، أيتها الأيام؛ فالقلب أدمته الحنين والأنين.
رغم وساوس الحنين وأوجاع الانتظار، ورغم الحب الذي يملأ القلب، فلا بد أن يكون هناك كبرياء؛ فالأشجار تموت واقفة.

أعلم أنك لست قدري، ولكنك اختيار قلبي.
سأبقى أحبك حتى يتوقف القلب عن النبض، ويدفن حبك معي في قبري.
بيني وبينك مسافات، ولكن ما بين روحي وروحك عناق دائم.

فلا يعود الموت عائقًا، ولا الغياب مؤلمًا، لأن أرواحنا ستبقى في حالة عناق.
قد لا يكتب لنا القدر اللقاء أبدًا، حتى الموت. فلا تنسي أن تذكريني.
(أذكريني).

قد يعجبك ايضا
تعليقات