د. إيمان بشير ابوكبدة
البردة هي حالة مرضية في العين تتميز بتكوين كتلة أو كيس على الجفن، بسبب انسداد الغدة الدهنية. تقع هذه الغدد، المعروفة باسم غدد ميبوميان، داخل الجفن وهي مسؤولة عن إفراز مادة دهنية تساعد في الحفاظ على سطح العين مشحما.
عندما تصبح إحدى هذه الغدد مسدودة، عادة بسبب تراكم الإفرازات الدهنية السميكة، تحدث البردة. على عكس دمل الجفن، وهو أيضا التهاب في الغدد الدهنية ولكنه ناجم عن عدوى بكتيرية، فإن البردة عادة لا تكون مؤلمة وتظهر على شكل عقيدة أكبر وأقل تورمًا على الجفن.
قد يختلف حجم هذا الكيس، وفي معظم الحالات، يتطور على الجفن العلوي. الأهم من ذلك، على الرغم من أنها قد تكون غير مريحة، إلا أن البردة نادرا ما تؤثر على الرؤية وعادةً لا تسبب مشاكل خطيرة.
آثار البردة
على الرغم من أن البردة ليست مؤلمة في معظم الحالات، إلا أنها يمكن أن تسبب العديد من التأثيرات المزعجة لأولئك الذين يعانون منها. فيما يلي بعض التأثيرات الأكثر شيوعًا المرتبطة بحالة العين هذه:
التورم والشعور بالثقل: تظهر البردة على شكل نتوء على الجفن، مما قد يسبب تورمًا وشعورا ثقيلا في المنطقة المصابة. يمكن أن يؤثر ذلك على الراحة العامة، وفي بعض الحالات، يسبب إزعاجا جماليا.
عدم وضوح الرؤية المؤقتة: في حالات نادرة، قد تضغط البردة الكبيرة بخفة على القرنية أو تشوه شكل العين، مما يسبب عدم وضوح الرؤية مؤقتا. ومع ذلك، من المهم ملاحظة أن هذا التأثير عادة ما يكون عابرا ويختفي بمجرد معالجة البردة.
التهيج والتمزق: وجود البردة يسبب تهيج العين وزيادة إنتاج الدموع كاستجابة طبيعية للجسم. يساهم ذلك في الشعور بعدم الراحة ويتطلب مزيدا من الاهتمام للحفاظ على نظافة العين وراحتها.
كتلة في الجفن: أكثر أعراض البردة وضوحًا هو وجود كتلة واضحة على الجفن. عادة ما يكون هذا النتوء ثابتا عند اللمس ويختلف في الحجم.
الانزعاج عند الرمش: يشعر بعض الأشخاص بعدم الراحة عند الرمش، حيث قد تحتك البردة بسطح العين. قد يسبب هذا إحساسا بجسم غريب أو تهيجًا.
إفرازات العين: في حالات العدوى، يمكن أن تنتج البردة إفرازات من العين. قد تكون هذه الإفرازات شفافة أو ذات مظهر أكثر سمكا وأصفر.
على الرغم من أن هذه التأثيرات شائعة، فمن الضروري ملاحظة أن البردة لا تسبب عادةً مشاكل في الرؤية طويلة المدى أو ضررا دائمًا في معظم الحالات. ومع ذلك، فإن استشارة طبيب العيون أمر ضروري لتحديد العلاج المناسب ومعالجة أي مخاوف محددة تتعلق بصحة العين.
أسباب البردة
يتطور البردة من انسداد في الغدد الدهنية الموجودة في الجفون، والمعروفة باسم غدد ميبوميان. هذه الغدد مسؤولة عن إنتاج مادة دهنية تساهم في تكوين الطبقة الدمعية وتمنع التبخر السريع للدموع. عندما تصبح هذه الغدد مسدودة، إما بسبب تراكم الإفرازات الدهنية أو وجود البكتيريا، تتشكل البردة. تتضمن بعض الأسباب المحددة ما يلي:
تراكم الدهون: السبب الأكثر شيوعا للبردة هو تراكم الدهون (الزهم) في غدد الميبوميان. يكون هذا التراكم بسبب عوامل مثل عدم نظافة الجفن، أو الاستخدام المفرط للمكياج، أو وجود الجلد الميت.
العدوى البكتيرية: في بعض الحالات، تصاب الغدد المسدودة بالبكتيريا، مما يؤدي إلى تفاقم الالتهاب ويؤدي إلى تكوين البردة. تحدث العدوى عندما تدخل البكتيريا الموجودة على سطح الجلد إلى الغدد المسدودة.
أمراض العين الكامنة: تزيد مشاكل صحة العين، مثل التهاب الجفن (التهاب الجفون) أو التهاب الملتحمة المزمن، من خطر الإصابة بالبردات.
من المهم أن نلاحظ أن تكوين البردة لا يرتبط بشكل مباشر بسوء النظافة الشخصية، ويمكن أن يؤثر على الأشخاص من جميع الأعمار. في حين أن معظم حالات البردة تختفي من تلقاء نفسها، إلا أن تلك التي تستمر أو تسبب انزعاجا كبيرا يجب تقييمها من قبل طبيب عيون لتحديد العلاج المناسب.
العلاج
يمكن أن يختلف علاج البردة اعتمادا على شدة الأعراض واستجابة المريض. في كثير من الحالات، يمكن اتباع نهج محافظ للسماح للبردة بالشفاء من تلقاء نفسها. قد تكون بعض التدابير الشائعة ما يلي:
الكمادات الدافئة: تطبيق الكمادات الدافئة على العين المصابة يساعد في تخفيف الالتهاب وتعزيز انهيار البردة. يوصي بتنفيذ هذا الإجراء عدة مرات في اليوم.
التدليك اللطيف: يساعد تدليك النتوء بلطف بأيدي نظيفة على تصريف البردة. من الضروري القيام بذلك بحذر لتجنب الإصابات.
نظافة العين: من الضروري أن تعتني بصحة عينيك باستمرار. إن غسل الجفون بشامبو الأطفال أو منظفات معينة يمنع تراكم الزيوت التي تساهم في تطور البردة.
قطرات المضاد الحيوي: إذا كانت البردة مرتبطة بالعدوى، فقد يصف الطبيب قطرات مضاد حيوي لتقليل نمو البكتيريا ومنع المضاعفات.
في الحالات الأكثر استمرارًا، حيث لا تستجيب البردة للعلاجات المحافظة، يمكن التفكير في التدخل الجراحي. يتضمن هذا الإجراء إجراء شق صغير في الجفن لتصريف السوائل المتراكمة وإزالة الكتلة.