د. إيمان بشير ابوكبدة
يعد إدخال الأطعمة إلى النظام الغذائي للطفل وقتا مثيرا للقلق، خاصة عندما يتعلق الأمر بالأطعمة التي قد تسبب الحساسية. عندما يبدأ الأطفال باستكشاف نكهات وقوام جديد، من الضروري أن تكوني على دراية بالأطعمة التي تسبب ردود فعل تحسسية. تتطلب هذه العملية اتباع نهج دقيق وموجه لتقليل المخاطر وضمان حصول الطفل على نظام غذائي آمن ومغذي.
الأطعمة المسببة للحساسية
البيض: بياض البيض هو سبب الحساسية بشكل رئيسي، على الرغم من أن الصفار يمكن أن يكون في بعض الحالات.
حليب البقر: يعد البروتين الموجود في حليب البقر أحد الأسباب الأكثر شيوعا لحساسية الطعام لدى الأطفال الصغار.
المكسرات: يعتبر كل من الفول السوداني والمكسرات الأخرى، مثل الجوز أو اللوز، من مسببات الحساسية القوية.
الأسماك والمحار: تسبب المحار وبروتينات الأسماك الحساسية، حتى بكميات صغيرة.
الصويا والقمح: على الرغم من أنها أقل شيوعا، إلا أن الحساسية تجاه الصويا والقمح تحدث أيضا عند الأطفال.
متى يجب تقديم الأطعمة المسببة للحساسية؟
الوقت المثالي لبدء إدخال الأطعمة التي قد تسبب الحساسية هو من عمر 6 أشهر، وذلك بمجرد أن يبدأ الطفل بالفعل في التغذية التكميلية. ومن المهم اتباع التوصيات التالية:
البداية التدريجية: قومي بتقديم طعام جديد واحد فقط في كل مرة، بفارق ثلاثة أيام على الأقل. وهذا يساعد على تحديد الأطعمة التي تسبب رد فعل بدقة.
كميات صغيرة: ابدي بأجزاء صغيرة جدا، وإذا لم تكن هناك ردود فعل، قومي بزيادة الكمية تدريجيا.
يفضل أن يكون ذلك في المنزل: يجب تقديم الأطعمة المسببة للحساسية الأولى في بيئة خاضعة للرقابة، مثل المنزل، بحيث يمكن ملاحظة الطفل في الساعات التالية.
إذا كان لدى الطفل تاريخ عائلي من الحساسية، فمن المستحسن استشارة طبيب الأطفال قبل تقديم هذه الأطعمة.
علامات الحساسية
من الضروري الانتباه إلى علامات رد الفعل التحسسي المحتمل. تظهر هذه عادة من دقائق إلى بضع ساعات بعد تناول الطعام. تشمل العلامات:
الطفح الجلدي أو الشرى: تظهر كدمات أو طفح جلدي أحمر صغير على جلد الطفل.
التورم: بشكل رئيسي في الشفاه أو الوجه أو اللسان أو الجفون.
صعوبة في التنفس: هذه علامة خطيرة تتطلب عناية طبية فورية.
القيء أو الإسهال: هذه الأعراض المعدية المعوية هي علامة على حساسية الطعام.
تغيرات في السلوك: يعد التهيج أو البكاء الذي لا يطاق بعد تناول طعام جديد من علامات عدم الراحة.
ماذا تفعل إذا ظهر رد فعل تحسسي؟
في حالة حدوث رد فعل خفيف، مثل طفح جلدي صغير، فمن المستحسن الاتصال بأخصائي الرعاية الصحية للحصول على إرشادات حول كيفية المتابعة. ومع ذلك، إذا أظهر الطفل علامات رد فعل خطير، مثل صعوبة التنفس، أو تورم كبير، أو فقدان الوعي، فاطلب الرعاية الطبية على الفور.
في بعض الحالات يكون من الضروري تنفيذ خطة عمل طارئة، مثل استخدام مضادات الهيستامين، أو في الحالات الأكثر شدة، حقنة الإبينفرين. سيرشدك طبيب الأطفال إلى الخطوات التي يجب اتباعها اعتمادا على شدة التفاعل.
الحساسية المؤقتة وتحمل الحساسية
من المهم أن تضع في اعتبارك أن بعض أنواع الحساسية عند الأطفال تكون مؤقتة. على سبيل المثال، تختفي العديد من أنواع الحساسية تجاه حليب البقر أو البيض بمرور الوقت. يقوم طبيب الأطفال بإجراء اختبارات لتحديد ما إذا كان الطفل قد تغلب على الحساسية ويمكنه البدء في تناول هذه الأطعمة بأمان.
هناك أيضا أدلة على أن الإدخال المبكر والمراقب لبعض مسببات الحساسية يساعد الطفل على تطوير القدرة على التحمل بمرور الوقت، خاصة في حالة الفول السوداني.
أهمية التقييم الطبي
إذا كان لديك تاريخ عائلي من الحساسية الغذائية أو إذا كان طفلك يعاني من ردود فعل تحسسية سابقة، فمن الضروري أن يرشدك طبيب الأطفال أو أخصائي الحساسية عند تقديم هذه الأطعمة. في بعض الحالات، يتم إجراء اختبار الحساسية قبل إدخال بعض الأطعمة، مما يوفر قدرا أكبر من الأمان أثناء العملية.
فيما يلي بعض الأشياء الإضافية التي يجب وضعها في الاعتبار عند إدخال الأطعمة التي قد تسبب الحساسية في النظام الغذائي لطفلك:
التاريخ العائلي للحساسية
إذا كان لديك تاريخ عائلي من الحساسية الغذائية أو الربو أو الأكزيما أو حمى القش، فقد يكون طفلك أكثر عرضة للإصابة بالحساسية. في هذه الحالات، يُنصح باستشارة طبيب الأطفال أو طبيب الحساسية قبل تقديم الأطعمة المسببة للحساسية، حتى يتمكنوا من تقديم إرشادات محددة أو اختبارات مسبقة لك.
الفرق بين عدم التحمل والحساسية
من المهم أن تعرف أن حساسية الطعام ليست مثل عدم تحمل الطعام. في حين أن الحساسية قد تؤدي إلى رد فعل فوري من الجهاز المناعي، مثل الطفح الجلدي أو مشاكل في التنفس، فإن عدم تحمل الطعام، مثل عدم تحمل اللاكتوز، يؤثر في المقام الأول على الجهاز الهضمي، مما يسبب أعراض مثل الغازات أو الإسهال أو اضطراب المعدة. التشاور مع طبيبك هو المفتاح للتمييز بين الحالتين.
إدخال مسببات الحساسية عند الأطفال المصابين بالأكزيما
تشير الدراسات إلى أن الأطفال الذين يعانون من الأكزيما المعتدلة أو الشديدة هم أكثر عرضة للإصابة بالحساسية الغذائية. ومع ذلك، فإن الإدخال المبكر لمسببات الحساسية تحت إشراف طبي يساعد في تقليل هذا الخطر. يمكن للأخصائي أن يوصي بتنفيذ هذه المقدمة بحذر وبكميات صغيرة وبطريقة خاضعة للرقابة.
اختبارات الحساسية
إذا رأى طبيب الأطفال ذلك ضروريا، فقد يوصي بإجراء اختبار الحساسية قبل إدخال بعض الأطعمة. تشمل هذه الاختبارات اختبارات الدم أو اختبارات الجلد لاكتشاف ما إذا كان طفلك يعاني من حساسية تجاه طعام معين.
تجنب تأخير إدخال مسببات الحساسية
إن تأخير إدخال الأطعمة التي قد تسبب الحساسية مثل الفول السوداني أو البيض أو الأسماك يزيد من خطر الحساسية. تشير الأدلة الحالية إلى أن تقديم هذه الأطعمة بين عمر 6 و12 شهرا، عندما يكون الطفل جاهزا لتناول الأطعمة الصلبة، يكون مفيدا.