م / رمضان بهيج
عندما أسر المسلمين “ثمامة بن أثال” سيد (اليمامة) ، أمر النبي صلى الله عليه وسلم أن يربطوه بسارية المسجد ، ثم سأله النبي صلى الله عليه وسلم : «ماعندك ياثمامة؟».
فقال “ثمامة” : إن تقتلني يقتلك أهلي ، وإن تريد مالاً خذ أموالي ، وإن تنعم علي فاكون شاكراً لك هذا المعروف ، فأنا سيد قومي ولا تخرج حبة شعير من اليمامة الامن عندي سواء كانت لمكة أو لغيرها فلم يرد عليه النبي صلى الله عليه وسلم ، ثم جاء اليوم الثاني وساله النبي نفس السؤال ، وهو مربوط يشاهد الصلوات الخمس في المسجد النبوي.
فقال “ثمامة بن أثال” سيد (اليمامة) نفس الكلام وكذلك اليوم الثالث وهو يرد بنفس الإجابة ، أنه له قوم هو سيدهم يثارون لدمه إن قتله النبي ، وأنه كثير المال يريد أن يفدي نفسه بأي مبلغ ، وإما أن يمن عليه النبي صلي الله عليه وسلم ويطلقه بلا قتل ولا فدية.
ولا يعلم أن النبي صلى الله عليه وسلم تركه ثلاثة أيام بالمسجد ليقارن بين السجود لله الخالق العظيم ، وبين السجود لحجر لا ينفع ولا يضر ، وياخذ بعدها القرار المصيري ثم بعد إنتهاء الأيام الثلاثة ، قال لهم النبي صلى الله عليه وسلم معلم البشرية كلها : «أطلقوا ثمامة ليرجع الى أهله فلا قتل ولا فدية».
وما أن فكوا أسره من سارية المسجد ، حتى إنطلق يجري حتى وجد نخلة وبجوارها ماء فأغتسل في ظلها مستتراً ، ثم رجع في الحال والنبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه بالمسجد ، فدخل عليهم قائلاً بعدما نطق الشهادة مدوية :(يامحمد والله كان وجهك أبغض الوجوه إلى قلبي والأن وجهك أحب الوجوه إلى قلبي ، يامحمد كان دينك أبغض الأديان الى قلبي والأن دينك أحب الاديان الى قلبي ، يامحمد كان بلدك أبغض البلاد الى قلبي والان بلدك أحب البلاد الى قلبي) .
فرجع “ثمامة” لمكة ، وقال لهم :
انا أسلمت والله لا تاتيكم حبة حنطة من اليمامة بعد اليوم لكن النبي صلى الله عليه وسلم نهاه أن يمنع عنهم الطعام رحمة بهم رغم ما فعلوه به و بالصحابة.
ورب الكعبة هو رحمه بالكافرين ، كما هو رحمة بالمؤمنين ،لأنه حقاً رحمة للعالمين ﷺ
المصادر:
– صحيح البخاري – كتاب المغازي – باب وفد بني حنيفة وحديث ثمامة بن أثال صفحة ١٥٩٠ الجزء/٤ .