القاهرية
العالم بين يديك

مقبرة السيارات في حلوان كنز غير مستغل

68

كتب السيد عيد

مقبرة السيارات في حلوان هي منطقة تضم عدداً كبيراً من السيارات التالفة أو المصادرة والمُهملة لسنوات عديدة، وتقع في منطقة حلوان بالقاهرة الكبرى. تُعتبر هذه المقبرة واحدة من أشهر “مقابر السيارات” في مصر، حيث يتم جمع المركبات التي تم مصادرتها لأسباب قانونية أو تلك التي انتهى عمرها الافتراضي.

وتحتوي مقبرة السيارات في حلوان على تشكيلة واسعة من المركبات التي تشمل سيارات قديمة ونادرة، وأخرى حديثة تعرضت لحوادث أو لم تعد صالحة للاستخدام. بعض هذه السيارات يظل في هذه المقبرة لسنوات طويلة دون استخدام، مما يجعلها عرضة للتلف والتآكل بفعل عوامل الطقس.

الأسباب وراء تراكم السيارات في مقبرة حلوان تشمل:

1. المصادرات الحكومية: غالباً ما يتم نقل السيارات التي يتم مصادرتها لأسباب قانونية، مثل مخالفات مرورية كبيرة، أو قضايا تتعلق بالملكية، إلى هذه المقبرة.

2. انتهاء العمر الافتراضي: بعض السيارات التي تتجاوز عمرها الافتراضي ولم يعد بالإمكان تجديد ترخيصها يتم إيداعها في المقبرة.

3. السيارات المتروكة: هناك أيضاً سيارات تركها أصحابها لأسباب مثل عدم القدرة على دفع تكاليف الصيانة أو تركها لأسباب مادية أخرى.

مقبرة السيارات في حلوان تعد كنزاً غير مستغل ويمثل فرصة لخلق مشاريع مفيدة بدل من ترك السيارات مكدسة ومعرضة للتلف.

إليك بعض الأفكار للاستفادة من هذا الكم من السيارات المعطلة وتحقيق منافع اقتصادية وبيئية:

1. إعادة التدوير وإنتاج مواد خام: يمكن تجميع السيارات التالفة واستخراج المعادن والبلاستيك والزجاج منها، ثم إعادة تدويرها لإنتاج مواد خام تدخل في صناعة السيارات الجديدة أو غيرها من الصناعات.

2. تحويل السيارات لمشاريع فنية وديكورية: الفنانون والمصممون يمكنهم تحويل أجزاء السيارات إلى منحوتات فنية، أو أثاث مميز، أو ديكورات للمساحات العامة، مما يساهم في إحياء التراث الصناعي.

3. إنشاء حدائق بيئية وساحات لعب: بعض السيارات يمكن استخدامها كتصاميم مبتكرة في الحدائق العامة أو ساحات اللعب الآمنة للأطفال، بحيث يتم طلاء السيارات وإعادة تجهيزها لتكون جزءاً من البيئة الترفيهية.

4. مركز تعليمي وتدريب للميكانيكا والتكنولوجيا: يمكن إنشاء مركز تدريبي يستخدم السيارات القديمة لتعليم الشباب صيانة السيارات وإصلاحها، مما يرفع من مستوى مهاراتهم ويفتح لهم فرص عمل جديدة.

5. متحف صناعي لعرض تاريخ السيارات: يمكن تخصيص مساحة لإنشاء متحف بسيط يعرض تطور صناعة السيارات، بحيث يتم انتقاء بعض السيارات القديمة وترميمها للعرض، مما يسهم في جذب الزوار ويزيد من الاهتمام بتاريخ السيارات في مصر.

6. تحويلها لمشروع إنتاج الطاقة المتجددة: بعض مكونات السيارات القديمة، كالبطاريات والمحركات، يمكن استغلالها في توليد الطاقة أو دعم مشاريع الطاقة الشمسية والرياح، أو حتى إعادة استخدامها في مشاريع أخرى تحتاج طاقة منخفضة.

7. إنشاء سوق لقطع الغيار المستعملة: كثير من السيارات تحتوي على أجزاء يمكن استخدامها مرة أخرى في إصلاح سيارات أخرى. يمكن إقامة سوق لبيع قطع الغيار المستعملة بأسعار معقولة، مما يتيح للناس الوصول إلى قطع ذات جودة وبسعر أقل، ويقلل من الحاجة لاستيراد قطع غيار جديدة.

8. تطوير مشاريع إبداعية للشباب ورواد الأعمال: قد يستفيد رواد الأعمال من مكونات السيارات المتروكة لتطوير مشاريع مبتكرة، مثل تصميم مركبات كهربائية محلية الصنع باستخدام بعض أجزاء السيارات القديمة، أو ابتكار أدوات جديدة تخدم السوق المحلي.

9. إنشاء ورش متخصصة في تحويل السيارات إلى سيارات كهربائية: بدلاً من تكهين السيارات، يمكن تحويل بعضها إلى سيارات كهربائية أو هجينة، وهو اتجاه مهم يدعم البيئة ويقلل من التلوث. ويمكن أن يكون هذا المشروع بمثابة مركز تعليمي وتدريبي لتقنيات الطاقة النظيفة والنقل المستدام.

10. إقامة نشاطات ترفيهية وسياحية: تنظيم جولات في المكان كجزء من نشاطات سياحية، حيث يتمكن الزوار من مشاهدة السيارات القديمة واكتشاف قصصها، ويمكن أن يتخلل الجولة عروض توضيحية لتحويل السيارات لأغراض أخرى، مثل تقديم نماذج لسيارات معدلة بتصاميم مبتكرة.

11. برنامج إعادة إحياء السيارات الكلاسيكية: يمكن العمل على ترميم بعض السيارات القديمة التي لها قيمة تاريخية أو كلاسيكية، لتصبح قطعاً فنية تجذب محبي السيارات وعشاق السيارات الكلاسيكية، ويمكن عرضها أو بيعها لهواة جمع السيارات.

12. تصميم مساحات لتصوير الأفلام والإعلانات: يمكن استخدام الموقع كخلفية لتصوير الأفلام والمسلسلات أو حتى إعلانات تجارية، حيث يكون الموقع بمثابة موقع تصوير جاهز بفضل السيارات القديمة.

الهدف من هذه الأفكار هو تحويل المخلفات غير المستغلة إلى مشاريع حيوية تدعم الاقتصاد وتضيف طابعاً إيجابياً على المنطقة، بدلًا من أن تظل مجرد “مقبرة” للسيارات التالفة، كما أن الاستفادة من هذه المقبرة يمكن أن تساهم في توفير فرص عمل، وتقليل الهدر، وتحقيق دخل اقتصادي كبير، إلى جانب الحفاظ على البيئة.

قد يعجبك ايضا
تعليقات