القاهرية
العالم بين يديك

بعد دهس قطار العمر لهم ضحايا التفوق يصرخون من تأخر أحلامهم ومن تبخر آمالهم

98

بقلم- أحمد عبد العال بكرى

تعالت صرخاتهم مستغيثون بمن يسمع لهم صوتاً أو يدواى لهم جرحا بعد نزفت جراحهم من قلوبهم ولم تجد من يصف لهم العلاج وهم يرون أن علاجهم فى أيدى من كانوا يوماً معلميهم والذين اتخذوا منهم القدوة فى الوقوف أمامهم يُشرح لهم الفقه، والتوحيد ،والطب ، والهندسة ،والشريعة ،والقانون ،وكذلك اللغة العربية ،والشريعة الإسلامية فجعلوا من تلاميذهم شعلة تتوقد ،وتشتعل ولا تنضب جذوتها طوال أعوام دراستهم داخل أعظم وأكبر وأقدم الجامعات فى قارة إفريقيا ،وهى جامعة الأزهر.

ومع التمنى والحلم والمثابرة والمذاكرة وتشجيع المعلم أصبح الحلم حقيقة ولكن حقيقة منغمسة بمرارة الروتين والتأخير حتى كاد أن تقتل هذه الأحلام والتى بالفعل تحطمت على صخرة صلبة اسمها التراكم والذى منع العديد من أصحاب الأحلام من تحقيق حلمهم من أن يكونوا يوماً ما معلمون فى داخل أروقة جامعة الأزهر والوقوف فى هذا المكان محاضرين خلفا لمعلميهم من الأستاذة والعلماء والذى كان جامعا ثم أصبح جامعة وهو الجامع الأزهر.

إنهم أوائل خريجي جامعة الأزهر، والذين ينادون ،ويناشدون كل إنسان ذي قلبٍ أن يقف بجانبنهم، ويُوصِل أصواتَهم للمسئولين، من أجل الحصول على حقهم فى التعيين لكل دفعة من دفعات 2016 وحتى 2022 فلطالما كانت الجامعة، وهي تعمل بآلية تعيين الأول والثاني من كل شعبة علمية _معيدين_ ومازالت تعمل بنفس الآلية مع عدم تخطي الدفعات.

حيث عينت الجامعة الدفعات من 2002 وحتى 2010 الأول والثاني من كل قسم _دون تخطي لأي دفعة_ ثم عينت الدفعات من 2011 و2012 بنفس الآلية _الأول والثاني من كل قسم_ ثم عينت دفعة 2013 بنفس الآلية، ثم عينت 2014 و 2015 بذات الآلية.

وجاء الدور على دفعة 2016 فوجد أبناء الجامعة من الخريجين أوائل الدفعات بأن الجامعة تريد تخطي 7 دفعات وهم الدفعات من 2016 وحتى 2022 وتريد تعيين دفعة 2023 وما بعدها فاستشعر هؤلاء الحالمين بأن حلمهم يتحطم أمام أعينهم لأوائل 7 دفعات تقارب عددهم من الـ5300 خريجاً وخريجة بكل الأقسام والكليات وأن ذلك هو بمثابة زلزال سيدمر آمالهم ويهدم أحلام الكثير من الطلاب الآملين خيرا في بلدهم وجامعتهم.

فخلال تواصلى مع العديد منهم خلال الأيام القليلة الماضية عرفت أن لكل واحد منهم حالما له قصة سطرتها فى صحيفة عمره أياما وليالى من المعاناة والسفر والسهر والتنقل والترحال وتحملت عائلات مشقات مضنيات وقلوب لأمهات كُن لأبنائهم حالمات لكى يجدوا ما يدخل عليهم الفرح والسرور بعد سنوات مرهقات حرم منها الآباء والأمهات من متع الدنيا من أجل أبنائهم وبناتهن حتى يتعلموا داخل جامعة ويصيروا معيدين ومعيدات ولكن هيهات هيهات كأنه حلم خالطه سراب فى بحر لجى يغشاه موج ومن فوقه ظلمات .

فالبعض منهم فى رسائله التى أرسلها إلى ينعى نفسه والبعض يندب حظه والبعض منهم ندم على تحصيله العلم على مدار السنوات والبعض الآخر يطالب ويرسل العديد والعديد من المناشدات إلى أصحاب المعالى والفضيلة وعمداء فهل هناك من يسمع الصوت ويلبى لهم هذا النداء ؟ أم تظل أحلامهم وآمالهم تنصب على محطميهما لعنات ولعنات.

أرفقوا بأفئدة الآباء والأمهات وهؤلاء الأبناء سددوا وقاربوا فهم لا يريدون منكم المسكنات تلو المسكنات وإنما يريدون قرارات وقرارات ولذا نرجو أن تجدوا حلا من أجل أبناءكم الخريجين والخريجات الأوائل بجامعتكم الموقرة جامعة الأزهر والتى ستظل وتبقى محراب العلم ومنار العقول في ظل شيخه وإمامه فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر الشريف والذى تتعلق فى رقبته طموحات وأحلام أسر بأكملها طال انتظار أحلامها فى توقيت ما أحوجنا إلى أن نرد فيه المظالم إلى أهلها فلم يعد فى الأعمار بقية حتى ترى الأمهات والآباء أبناءهم أساتذة بهذا الصرح الشامخ وهو جامعة الأزهر.

قد يعجبك ايضا
تعليقات