ردود أفعال حول الحلقة المثيرة للجدل من مسلسل “The Simpsons”
تقرير رانيا ضيف
أثارت الحلقة 16 من الموسم 21 لمسلسل الرسوم المتحركة “The Simpsons” بعنوان “The Greatest Story Ever D’ohed” جدلاً واسعاً عند عرضها، نظراً لتناولها قضايا دينية حساسة بأسلوب اعتبره البعض استفزازياً وغير لائق. تدور أحداث الحلقة حول زيارة هومر سيمبسون إلى مدينة القدس، حيث يعاني من حالة من الوهم الديني تجعله يعتقد بأنه “المختار”، في إشارة إلى شخصية المسيح، مما يؤدي إلى تفسيرات واستنتاجات مثيرة للجدل حول الأديان السماوية.
في الحلقة، يتم تصوير هومر وهو يزور مواقع دينية مهمة في القدس، بما في ذلك المسجد الأقصى ومسجد قبة الصخرة، وتُقدم العديد من التلميحات التي تشير إلى رموز دينية إسلامية ومسيحية ويهودية. يمر هومر بحلم يرى فيه الملائكة، ولكنهم يظهرون على شكل خضروات، وهي الصورة التي اعتبرها البعض مهينة وتقليلًا من قدسية الرموز الدينية. كما تروج الحلقة لفكرة أن جميع الأديان متشابهة وتنادي بفكرة توحيد الأديان تحت مسمى “کریستوموجوس”، مما أثار غضب العديد من الجماعات الدينية التي رأت في هذا الطرح تهميشاً لعقائدها واعتداءً على قداستها.
عند عرض الحلقة، لاقت انتقادات واسعة من المشاهدين والنقاد على حد سواء. اعتبرت بعض الجهات الدينية أن الحلقة تجاوزت الحدود المقبولة للإبداع الفني عندما استخدمت أماكن وشخصيات مقدسة في إطار ساخر أو ترفيهي. وأدى هذا إلى منع عرض الحلقة في بعض الدول ذات الحساسية الدينية العالية، وخاصةً في الشرق الأوسط.
رغم أن المسلسل معروف منذ فترة طويلة بتناول المواضيع الاجتماعية والثقافية بأسلوب كوميدي، إلا أن هذه الحلقة تحديداً أثارت مخاوف بشأن الرسائل التي قد تُزرع في عقول الجمهور، خاصة الأطفال. أشارت بعض التقييمات النقدية إلى أن فكرة توحيد الأديان المطروحة في الحلقة، وكذلك تصوير هومر على أنه “المختار” أو المسيح، قد تؤدي أو تبني مفاهيم خاطئة حول الأديان السماوية.
على خلفية هذا الجدل، قامت عدة دول بحظر عرض الحلقة على القنوات المحلية لتجنب الإساءة للمشاعر الدينية. وكان السبب الرئيسي لهذا الحظر هو تصوير الأماكن المقدسة والرموز الدينية بأسلوب اعتبرته الرقابة مهيناً وغير ملائم للمعتقدات.
حلقة “The Greatest Story Ever D’ohed” من “The Simpsons” مثالًا على التحديات التي تواجه الفن في تناول القضايا الدينية، حيث يجب تحقيق التوازن بين حرية التعبير واحترام العقائد. وما زالت الحلقة تشكل نقطة نقاش حول حدود الكوميديا وكيفية تقديم المواضيع الحساسة بأسلوب لا يسيء إلى قدسية الأديان والمعتقدات.
