القاهرية
العالم بين يديك

التصعيد في المنطقة في أخطر مراحله والكل في حالة تأهب وشد أجزاء

18

بقلم / وليد درويش

تزامنت 5 أحداث خلال 5 أيام فقط في تتابع يبين لنا مجريات الأحداث في التطور والمعطيات تؤكد التصعيد

الأول: الأربعاء 16 أكتوبر، استهداف السنوار وإعلان وفاته اليوم التالي.

الثاني: مساء الخميس 17 أكتوبر بتوقيت شرق الولايات المتحدة، بوادر ظهور تسريب من مصادر رسمية أمريكية أن القوات الجوية الإسرائيلية تواصل استعداداتها لشن هجوم على إيران وتجري تدريباً ثانياً يومي 15-16 أكتوبر 2024 لاستخدام قوة كبيرة ضد إيران. ولا أحد يعلم إذا كان هذا التسريب حقيقي ويشير لمعلومات حقيقية، أم انه مسرب عن عمد ويحمل معلومات مضللة، أم انه تسريب ولكنه يحمل معلومات بعضها صحيح وبعضها غير دقيق لأسباب معينة.

الثالث: الجمعة 18 أكتوبر، إسرائيل تطلب من أميركا بطارية ثانية من نظام «THAAD» المُضاد للصواريخ، تخوفاً من رد فعل إيران على هجوم إسرائيلي مرتقب.

الرابع: السبت 19 أكتوبر طائرة مسيرة أطلقها الحزب تستهدف مقر إقامة نتنياهو، وإيران تعلن رسمياً عدم مسؤوليتها عنها.

الخامس: الأحد 20 أكتوبر إسرائيل تخطط لمهاجمة إيران بعد إطلاق طائرة مسيرة على منزل نتنياهو.

حقائق واستنتاجات:

1- القضاء على السنوار – مع زيادة سرعة وتيرة القتال في غزة – يهيء الظروف لزيادة الجهود والتركيز الاستراتيچي والعملياتي تجاه جنوب لبنان، لاستكمال استهداف قادة الحزب وتفكيك البنية العسكرية من مخازن أسلحة وذخائر ومراكز قيادة سيطرة وتدريب للقوات، والانتقال إلى استهداف القدرات الاقتصادية كأفرع بنوك الحزب وصناديق الأموال، لتجفيف منابع التمويل اللازم لاستعادة الكفاءة والقدرة على القيادة والسيطرة والقتال. يلي ذلك إبادة كل من يحمل سلاح في صفوف الحزب في لبنان وسوريا والفصائل في العراق.

2- تفاوتت التوقعات بشأن احتمالات رد إسرائيل على إيران وكنت من بين من دفعوا بالتوقع بأن إيران ستستهدف إرتكازات القوة الإيرانية (العسكرية، والقيادة والسيطرة متضمنة شل القدرة واغتيال القيادات، والاقتصادية النووية) مع التركيز على الارتكازين الأول والثاني، والسبب إرضاء الولايات المتحدة بعدم توسيع الحرب، إلا أن الولايات تشترط ضرورة اقتصار الضربة على أهداف عسكرية فقط.

3- أي كان ما وراء التسريب الأمريكي فهو يؤكد أمراً أساسياً، وهو أن هناك مبرراً إسرائيلياً لتوسيع نطاق الأهداف والخروج من دائرة الأهداف العسكرية فقط، ما قد يعصده طلب إسرائيل بطارية ثانية من نظام «THAAD» المُضاد للصواريخ من أمريكا، تحسباً لأن الضربة الأكبر ضد إيران قد تدفعها لتوسيع الضربة المضادة ضد إسرائيل.

4- ما قد يدعم ما سبق إصرار إسرائيل على اعتبار أن إيران هي المسؤولة عن محاولة اغتيال نتانياهو بمسيرة أطلقها الحزب، رغم إعلان إيران عدم مسؤوليتها.. وكأن نتانياهو يستغل الموقف، وكعادته يحول الخطر إلى فرصة والحدث إلى فرصة أفضل، يحقق بها هدفاً أساسياً نصب عينيه، تحاول واشنطن اقناعه بالتحول عنه.

5- بشكل عام وبناءً على ما سبق، قد تخطط إسرائيل للقيام بتنفيذ ضربة قوية مركزة ضد إرتكازات القوة الإيرانية تخل بقدراتها الصاروخية والجوفضائية، والدفاع الجوي، والمطارات، ومعظم مشغلات المنظومة المتكاملة للقيادة والسيطرة والاتصالات والحواسب والاستخبارات، واغتيال أهم قيادات الحرس الثوري الإيراني والنظام الملالي، ولا استبعد قيامها باستهداف مصافي النفط الرئيسية وما يمكن الوصول له بتأثير من منشآت نووية.

6- حالة صحة الربط السابق والتقدير، ليس أمام إيران، مستعينة بكافة قدرات محور المقاومة، سوى تنفيذ ضربة إستباقية ضد إسرائيل، شرط أن تكون مؤثرة بشكل حقيقي على قدرتها على القيام بالرد على إيران.
إلا أن ما قد يرجعها عن ذلك عدم ثقة إيران في تأثير ضربتها على القدرات الإسرائيلية. ويبقى استمرار حزب الله والحوثيين وباقي عناصر محور المقاومة في سوريا والعراق في استهداف أهداف حيوية شديدة التأثير على إسرائيل بما فيها القوة البشرية المدنية الإسرائيلية، فضلاً عن القواعد الأمريكية في المنطقة والتي ستطول بعض دول الخليج التي تستضيف تلك القواعد.

تصعيد خطير محتمل وليس مؤكد بشكل نهائي في منطقة الشرق الأوسط ينذر بحرب إقليمية طاحنة إن نشبت مع إمكانية تحولها إلي حرب عالمية ثالثة أمر وارد وغير مستبعد إن خرجت الأمور عن السيطرة وتدخلت دول أخري نووية في النزاع بعد أن باتت رقعة التشابك في أكثر من مكان ودولة وحدود وتعمل مصر جاهدة علي إحتواء التصعيد بشكل حثيث ورفع درجة الإستعداد لكل السيناريوهات والأمور الطارئة .
حفظ الله مصر وشعبها العظيم من كل سوء وأمتنا العربية
وتحيا مصر حرة أبية شامخة هاماتها عزيزة صواريها بين الأمم .

قد يعجبك ايضا
تعليقات