القاهرية
العالم بين يديك

من فات قديمه تاه.. حكاية منزل من عبق التاريخ بسور مجرى العيون

9

 

كتب السيد عيد
على مر الزمان، ومصر مركز الآثار التاريخية والقصور والمنازل القديمة
ورغم أن مصر تمتلك رصيداً هائلاً من هذه القصور تشكل تراث تاريخى نادر قلما تجد مثيلاً له فى أى دولة على مستوى العالم فكل قصر له تصميم معمارى خاص يحكى عظمة البناء فى الحقبة الزمنية التى تم تشييده فيها. الإهمال وسوء الاستغلال أدى إلى تهالك الكثير من هذه القصور وتحول بعضها إلى أوكار تسكنها الخفافيش، وضاعت عظمة التاريخ تحت ركام التجاهل الشديد وغاصت فى بحار النسيان، فهناك عشرات القصور بين مهمل ومهدم أو سيهدم أو غير مسجل فى الوقت الذى تستغل فيه دول العالم تراثها المعمارى أفضل استغلال ليدافع عن عظمة ماضيها ويرصد حاضرها من خلال الحفاظ على هذا التراث ويؤمّن مستقبلها بحسن استثماره واستغلاله.

خطة الدولة لاستعادة هيبة إرثنا المعمارى المفقودة

الحكومة الحالية بدأت تغوص فى أعماق التاريخ فى محاولة جادة لإعادة الهيبة المفقودةلتراثنا المعمارى وقد انتهت محافظة القاهرة من إزالة ما يقرب من ٧٠٠ ألف م3 من المخلفات التاريخية الموجودة بسور مجرى العيون خلال ١٥ يوم، ذلك ضمن خطة الدولة لتطوير القاهرة التاريخية وتحويلها إلى منطقة سياحية كبرى.

تطوير سور مجرى العيون، حيث من المقرر تنفيذ 70 عمارة بواقع 1692 وحدة سكنية، كما يتم تنفيذ مبنى تجاري إداري على مساحة 51 ألف م2، كما سيتم إنشاء عدد من البازارات السياحية، والمطاعم، والكافتيريات، وأماكن انتظار سيارات.

ونجحت الأجهزة التنفيذية بالقاهرة في نقل عمال المدابغ إلى مدينة الروبيكى، وتوفير سكنا بديلا لهم بمدينة بدر، وذلك للحفاظ على القيمة التاريخية للمكان والحفاظ على البيئة.

من قديم الزمان ومنزل محمد فايد عنانى باشا مقصدا للندوات والصالونات الثقافية والحفلات الغنائية لتجد نفسك محاطًا بمبنى يزفه الجمال المعماري فتشتم رائحة التراث يحملك الى أزمان عديدة مضت؟ فالقاهرة تحفل بالقصور الأثرية القديمة التي تحولت إلى منارات ثقافية وعلمية متاحة لعامة الناس

ما إن تطأ أقدامك سور مجرى العيون
ستجد بيت عائلة شطا، يلفت الأنظار إليك، بين سور طاله أثر الزمن، كما تحوّل إلى مقلب قمامة كبير، يُحارب منزل محمد عنانى باشا أو عائلة شطا ذلك الإهمال، بألوان جُدرانه الزاهية تُنبّه العابرين، وتجذب أعين سائقي السيارات على الكوبري القائم أمامه، هُنا تسكن حكاية مختلفة وراء ذلك البيت الذى كان مقر اجتماعات وندوات ثقافية وجلس فيه الأدباء والفنانيين والسياسين ولايقل أهمية عن بيت القاضى، وبيت السحيمى
منزل عائلة شطا يدعم قوة مصر الناعمة، ويعد داعماً أساسياً للاقتصاد القومى ومؤيدا لتطوير سور مجرى العيون خصوصا أن محمد شطا ، بعد وفاة والده قام بترميم بيت جدّه ذو الـ 130عام والذى يعد مكملا لشكل البنايات التراثية التى ستبنى وستأخذ شكل العمارة التقليدية القديمة.

وإذا كان إزالة المنطقة مرتبطًا بمشروع تطوير المناطق غير الآمنة فالمنزل لا يشكل خطورة بالعكس المنزل ذو تصميم معمارى خاص.

شوارع القاهرة ليست مجرد مبان مصمتة ولا طرق ممهدة ، ولكنها كتاب تاريخ يبوح بأسرار الذين عاشوا تلك الحقبة من الزمان والتى ستظل شاهدا على ما قدموه من عظمة وشموخ ، وما ينطق به المكان من روعة التصميم وخلود العمارة وبحر الذكريات وستظل تلك الشوارع باقية ما بقى التاريخ وما بقى الأثر ، فقد عاش فيها كثير من علماء مصر وأدبائها وفنانيها.

قد يعجبك ايضا
تعليقات