انتصار عمار
هي عصاي التي أتوكأ عليها، عكازي الذي يحملني لقارعة الطريق، هي طوق النجاة لغريق لاطمته دروب الحياة، وصفعاتها.
هي صديقي الذي يرافقني عمرًا، حتى نشيب سويًا، ولا يُعجزنا هرم.
هي أنا، هي روحي في العالم الآخر، برزخي الدائم، داري ومستقري، حُلي وترحالي.
هي القلب الذي يئن لسكناتي، هي طريقي حين يُعجزني السير ودروب الحياة.
هي أحرف اسمي المنقوشة على جدران الحياة، هي كلماتي المخطوطة في دواوين شعري.
وإكسير الحياة الذي يُمدني بالأكسچين، فينبض قلبي ثانية، ويفيق من توقفه.
هي العروس التي تنتظر بشوق موعد عرسها، ورباط مقدس وحبيبها، لا يفرق بينهما سوى الموت.
حتى وإن ماتت، دُفنت وأوراق الحياة شجيرات لازالت تنبض حياة داخل رحم هذا العالم.
هي عطور الورد التي يفوح شذاها عبر أحرف رسائلي، فيعانق ناظريك شوقًا.
لم أمتلك في هذه الحياة سوى قلمي، سلاحي الوحيد في معركة الأنين التي تحتل جميع خلايا جسدي، وتستعمر عقلي.
هو الأداة الوحيدة التي تربت على قلبي، وتمسح بأدمعي المترامية في أرجاء تلك الرحلة الطويلة من العذاب الذي لم ينته بعد.
لقد تغير فيها وجه العالم، وملامح البشر، وكل قريب، الجميع سقطت أقنعتهم، إلا أنت.
وحدك كنت رفيقي في زمن عز فيه الإخلاص، وقل فيه الصديق، لم تغيرك الحياة، ولم تزعجك دموعي.
وحدك ترجمان عقلي، ورسول فكري، أنت من تملك القدرة على التعبير عني، فأنت تحيا معي جميع حالاتي.
ما تخليت عني يومًا، بل كنت لساني الذي يجيد جميع اللغات، لساني الذي يصرخ في وجه الصمت، ويحتضن أوجاع يدي، حين تخنقها العبرات.