معاذ طه
استقبل شيخ الأزهر صباح أمس رئيس جامعة النيل وأكد على أن التعليم هو التَّعليم المخرجُ لما يمر به عالمنا العربي والإسلامي من تحديات ومصاعب وأضاف شيخ الأزهر: أنه لا بدَّ من رؤية قومية لتغيير النظرة المجتمعية السائدة لأفضلية بعض الكليات بعينها دون غيرهاوقال فضيلة الإمام الأكبر، إنَّ التعليم مهم في بناء الأوطان وتقدُّم الأمم، مشيرًا إلى تميز العقل المصري بتاريخه وجذوره وتجاربه الثَّرية عبر الزَّمن، ويشهد بهذا كبار الفلاسفة الذين جاءوا وتتلمذوا على أيادي المصريين، مشدِّدًا على أنَّ قضية التعليم لا بدَّ أن تكون في مقدِّمة القضايا التي تشغل بالنا للوصول إلى مستوى معقولٍ ومقبولٍ، وأن هذا هو المخرج لما يمرُّ به عالمنا العربي والإسلامي من تحديات ومصاعب في مختلف المجالات.
وأشار شيخ الأزهر خلال لقائه الدكتور وائل عقل، رئيس جامعة النيل، والدكتور طارق خليل، الرئيس المؤسس للجامعة، أنَّ أبناءنا الطلاب أصبحوا ضحايا نظرة تكاد تكون فوضويَّةً للتعليم، وجهلًا بالمطلوب وانقطاع الصلة بالتطوير والمطورين، داعيًا إلى ضرورة إعادة النظر بشكل دقيق ومدروس في الأنظمة التعليميَّة في مراحل التعليم الجامعي وما قبل الجامعي، والعمل وفق إستراتيجية وطنيَّة متكاملة للنهوض بالعقل والتَّعليم وبناء الإنسان.
وأكَّد فضيلته ضرورة أن يكون نظام التعليم قبل الجامعي مؤهلًا للالتحاق بالجامعة، وأن يعكس التعليم مشكلات الواقع المعاصر، ويأتي بحلولٍ واقعيةٍ لها، وأن لا يتحوَّل التعليم لمنتج ربحيٍّ منزوع الهوية، وأن تكون هناك رؤية قومية لتغيير النظرة المجتمعيَّة السَّائدة تجاه أفضلية بعض الكليات على غيرها، وضرورة توفير بيئة مناسبة وصحية لممارسة البحث العلمي، والاهتمام بالمعلِّم وعضو هيئة التدريس، والإيمان أنَّ إهمالهما يُفقدُ التَّعليم أهم مكون من مكوناته وهو تقديم القدوة والأنموذج الذي يحتذِي به الطالب. من جانبه، أعرب رئيس جامعة النيل، عن سعادته بلقاء شيخ الأزهر، وسعي الجامعة لتعزيز التعاون مع جامعة الأزهر في مختلف المجالات، والتَّأثير إيجابيًّا في المجتمع؛ من خلال تنمية مهارات الطلاب والباحثين وقدراتهم في مجالات المياه والأمن الغذائي وتكنولوجيا المعلومات والذَّكاء الاصطناعي، انطلاقًا من رؤية الجامعة بأن تقدُّمَ المجتمع اقتصاديًّا واجتماعيًّا مرهونٌ بالابتكار، وتشجيع ريادة الأعمال، واعتماد التكنولوجيا في بناء شركات صغيرة ومتوسطة وخلق فرصِ عمل نوعيَّة للشباب.