بقلم – سويده أحمد
الصدمات النفسية لها القدرة على إعادة تشكيل نظرتنا للحياة وتعليمنا قيمة حب الذات واختيار من حولنا بعناية دون التنازل عن معاييرنا.
كل واحد منا يحتاج إلى صدمة نفسية واحدة على الأقل تغيّر له نظرته للحياة.
كل صدمة نفسية تحمل في طياتها درسًا عميقًا، درسًا يفتح أعيننا على حقيقة أن العالم ليس مثاليًا، وأن القوة الحقيقية تكمن في المرونة والتكيف.
نحن بالفعل نحتاج إلى أن نتعلم كيف نحمي راحتنا النفسية ونبتعد عن كل ما يعارض أفكارنا.
كما قال نجيب محفوظ: “في المرأة قوة كامنة لا تظهر إلا عند الانكسار، وحينها تكتشف أنها أقوى مما كانت تعتقد.” حين تؤمن بأنه لا أحد في هذه الدنيا سيكون معها، فجأة… تصبح أقوى.
يتعلم الشخص بعدها كيف يحب نفسه، ويتعلم كيف يختار الناس من غير أن يتنازل عن معاييره، ولا يعيش دور الضحية. يتعلم أن يختار راحته النفسية وسعادته، ويبتعد عن كل شيء يتعارض مع أفكاره. يتعلم فن الانسحاب.
يتعلم أن الحياة ليست صراعًا مطلوبًا فيه الانتصار على أحد. يتعلم أن كفاية ذلك وأنه يجب أن يبحث عن سلامه النفسي.
إنها اللحظات التي نشعر فيها بالضياع والانكسار هي التي تشكل شخصيتنا الحقيقية، حيث نتعلم كيف نعيد بناء أنفسنا، نختار معاركنا بحكمة، ونقدّر السلام النفسي أكثر من أي شيء آخر.
في تلك اللحظات نتعلم أن نكون أصدق مع أنفسنا، نعيد تعريف أولوياتنا، ونكتشف أننا لسنا بحاجة إلى إثبات شيء لأحد. نبدأ في التركيز على ما يهم حقًا، وهو السلام والتطور الذاتي.
فالعبرة ليست في الصدمة نفسها، بل في القوة التي نستمدها منها لنصبح أفضل، أقوى، وأكثر وعيًا بما نريده حقًا في هذه الحياة.