الملح ليس السبب الوحيد لأمراض الكلى
د. إيمان بشير ابوكبدة
أمراض الكلى هي حالات تتميز بفقدان تدريجي لوظائف الكلى وتصيب أي عمر، ولا تقتصر على كبار السن. تنتج أمراض الكلى عن عوامل مختلفة بما في ذلك العوامل الوراثية والسلوكية والعوامل البيئية. تشمل الأسباب الشائعة مرض السكري وارتفاع ضغط الدم ومشاكل الكلى الخلقية وحصوات والتهابات المسالك البولية المتكررة والأدوية الضارة. هناك ما يقرب من 500 مليون بالغ في جميع أنحاء العالم يعانون من أمراض الكلى مما يجعلها مصدر قلق صحي عالمي كبير.
إن خلل وظائف الكلى لا يرتبط فقط بالأطعمة الغنية بالصوديوم. هناك عوامل مساهمة مختلفة، بما في ذلك الحالات الشائعة مثل مرض السكري وارتفاع ضغط الدم غير المنضبط والإفراط في استخدام الأدوية السامة للكلى والتدخين. تتضمن الوقاية من أمراض الكلى الحفاظ على نظام غذائي صحي منخفض الصوديوم والحذر من الأدوية التي تؤثر على وظائف الكلى، مثل مضادات الالتهاب غير الستيرويدية مثل الإيبوبروفين والنابروكسين والسيليكوكسيب. من المهم أن نتذكر أن الإفراط في تناول الأدوية لفترات طويلة يؤدي إلى أمراض الكلى المزمنة، لذا فإن استخدامها تحت إشراف طبي ضروري.
يأتي الطعم المالح في الطعام من الصوديوم. يجب ألا يتجاوز كل شخص بالغ 2000 مليجرام من تناول الصوديوم يوميا وهو ما يعادل ملعقة صغيرة من الملح أو صلصة السمك، أو خمس ملاعق صغيرة من صلصة الصويا، أو ملعقتين صغيرتين من مسحوق التوابل، أو ثلاث ملاعق صغيرة من الجلوتامات أحادية الصوديوم.
الصوديوم منتشر ليس فقط في الأطعمة المالحة ولكن أيضا في الأطباق المتبلة ذات النكهات القوية، والأطعمة المصنعة والمشروبات في المشروبات المعلبة، والمعكرونة سريعة التحضير، والحساء، والمشروبات المعدنية، والوجبات الخفيفة. قد يؤدي تجاوز تناول الصوديوم باستمرار إلى ارتفاع ضغط الدم وأمراض الكلى المزمنة.
تعتمد الإدارة الفعالة لهذه الحالة على الاختيارات الغذائية المدروسة، وخاصة فيما يتعلق بتناول الصوديوم مثل تجنب الأطباق المتبلة بشدة واختيار التوابل منخفضة الصوديوم، إلى جانب تجنب الجلوتامات أحادية الصوديوم الإضافية، وتذوق الطعام قبل إضافة التوابل الإضافية، وتقليل الأطعمة شبه الجاهزة والمخللة. يجب علينا قراءة محتوى الصوديوم في كل وجبة والنظر فيه كما هو موضح على ملصقات الأطعمة. يكون تقليل تناول الصوديوم تدريجيا مفيدا، وخاصة لأولئك الذين يحبون الطعام المالح. بالإضافة إلى ذلك، فإن تبني عادات الأكل الصحية يمكن أن يساعد في إبطاء تدهور الكلى.
