القاهرية
العالم بين يديك

التخطى

184

بقلم : ياسمين أحمد
تمر الحياة ونمر من خلالها بتجارب وأحداث مختلفة منها ما هو صعب على النفس مروراً بالأزمات أو فقد أشخاص أو علاقات مؤذية ، وقد يمر الشخص بأحداث أو تجارب غير مباشرة تؤرقه وتحيره وتضيق عليه ولكنها إختبار له ، وماالحياة إلا دار إبتلاء وإختبار ، ويصبح الإنسان بعدها في حالة من التشتت ويجد صعوبة في التأقلم أو الإستيعاب وعدم القدرة على التواصل فى الحياة بشكل طبيعى نتيجة الصدمة أو حزن شديد ، ويجد نفسه في مرحلة كيفية تخطى ماحدث له ، ومرحلة التخطى لا تعنى التعافى الكامل إنما هى محاولة لتجاوز هذه المرحلة الصعبة لتستمر الحياة فقد نُكمل فى حياتنا ونبدو ظاهرياً أننا تجاوزنا وبداخلنا آلاف التفاصيل للحكايات والذكريات ، ورحلة التعافى فى الأغلب رحلة فردية تعتمد على مدى درجة مرونة الشخص وتقبله للأحداث ومدى قوة إيمانه وعلمه بأنها سنة الله فى هذه الحياة ، ولكن هناك من يجد صعوبة فى العودة لممارسة حياته الطبيعية ويقف عندها بلا حراك ، وهناك من يحاول سريعاً الخروج منها والتظاهر أنه تخطاها لتعود آثارها السلبية عليه بقوة وسرعة ملحوظة ، و لمحاولة تخطى هذه المرحلة علينا أخذ الوقت الكافى ليس بالطويل ولا القصير لتمر بسلام والتقبل وأن نُعبر عن الحزن بداخلنا لأشخاصنا المقربيين أو أحد المتخصصين والإستعانة بالله والأخذ بالأسباب للتعافى والقدرة على مواصلة الحياة من جديد ، ودرجة التخطى تعتمد على طبيعة الشخص ومامر به من حدث فهناك من تتلاشى مشاعره ويتلاشى الحدث ويتذكره من حين لآخر ويصبح مجرد ذكرى وهناك من يتذكر التفاصيل ويعود له نفس الشعور ويصعب عليه تجاوزه ، ونادراً مايكون هناك تعافى كاملاً ، ولا شك أن لنا الأجر من الله في هذا كله .

قد يعجبك ايضا
تعليقات