القاهرية
العالم بين يديك

سيبني ياحبيبي خلاص!

100

سالي جابر

لم تقف الحياة على فكرة مهما كانت، ولم تبلغ ذروة الألم صورة ! لا تحرك المشاعر والأحاسيس وتقطع بها أشواطًا من الألم ودروبًا من الخيبة إلا ونحن نعلم مدى الضعف الذي نعانيه ونحن ننظر إليها بقلوبٍ وجلة، متعبة، يتغمدها سيف قلة الحيلة والضعف .
الصور تتراكم والمشاهد تتكرر باختلاف الاسم والشكل والسن، طفل صغير رضيع أم امرأة ضعيفة، أم شاب تحطمت أحلامه على صخرة الحرب، أم شيخ عجوز ؟!
لكن الجديد هنا هو ” محمد ” شاب من متلازمة الحب، يحاكي كلب الكيان وهو يهاجمه ” سيبني يا حبيبي خلاص” ويضع كفه على رأسه وكأن الكلب صديق له، قبل أن يحول جسده إلى أشلاء متناثرة، الحب الذي يُرى في عيون أصحاب متلازمة داون، والقدرة على العطاء والأمل المتجدد، والأمان الملازم لهم هو من يجسد المشهد بكل أسى وحسرة.
تلك الصرخات المتعالية التي تطلقها الأم حين يهاجم طفلها كلب، كلب شارع وسط الناس يجري خلف طفل يملك القدرة على الجري، طفل يعلم أن الكلب يهاجمه فيصرخ… تجعلك من بعيد تسانده وتحتضنه وتهدأ من روعه… أما هناك لا هدوء، لا أمان، لا شيء سوى الدمار والألم.
يجلس في هدوءه الذي تحويه عليه فطرته ليجد نفسه أسيرًا بين الجنود وكلابهم الشرسة، تفترسه وتلتهم جسده، وبكل الحب يقول للكلب يا حبيبي، بأيٍ ذنب قُتل هذا الملاك؟ وبأي ذنب يقتلون؟

قد يعجبك ايضا
تعليقات